السؤال
أعاني منذ مدة بوسواس الطهارة وخصوصا عندما أنتهي من قضاء الحاجة وأريد أن أغسل يدي، فأبقى أغسل فيهم مرات ومرات، وأعاود الرجوع لغسلهما لظني أنها لم تطهر.
وهناك أمر آخر وهو شعوري بأن هناك نقطا من البول تنزل على رجلي، مع أنني والحمد لله لا أعاني من سلس البول، ورغم تأكدي أن لا شيء نزل إلا أنني أحس بنقطة وكأنها نزلت مني رغم ارتدائي لملابسي وأنني متأكدة أنه من غير الممكن أن تنزل قطرة من البول من خلال الملابس، رغم أنني أضع ما يسمونه فوطا صغيرة يومية للنظافة لأنني أصلي ورغم ذلك أذهب وأغسل رجلي أو البنطلون الذي أرتديه، وأعاود الرجوع لأغسل يدي وهكذا، حتى أنني بت أكره الذهاب إلى الحمام أو خلع ملابسي، وبت قلقة من هذا الأمر.
الرجاء إفادتي ونصيحتي رغم أنني والحمد لله محافظة على الصلاة وأقرأ المعوذات صباحا ومساء وأذكار الصباح والمساء، ولكنني أرغب من كل قلبي أن أرتاح من ذلك الوسواس وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسعدنا أن نلتقي بك مرة أخرى عبر موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا، فنحن على استعداد للإجابة في أي وقت وفي أي موضوع، وندعو الله تعالى أن يذهب عنك هذه الوساوس، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يثبتك على الحق .
وأما بخصوص ما ورد برسالتك فهو نوع من حرب الشيطان لأولياء الله، ولقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى بقوله : ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا))[فاطر:6]، إلى غير ذلك من الآيات التي تبين لنا مدى كراهية الشيطان للمسلم، وحرصه على إفساده، وصده عن سبيل الله، ولقد بشرنا الحق بأن كيد الشيطان ضعيفا، وأنه لن يستطيع أن يهزم الإنسان المسلم الفاهم لدينه، بل أنه ليخاف من المؤمن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ليفرق من المؤمن) والمسلم معه القوي الذي لا يغلب ولا يقهر، ولم ولن يتخلى الله عن أوليائه أبدا كما وعدنا سبحانه، إلا أنه يلزم لعلاج ذلك والتخلص من هذا العدو ما يلي :
1- كثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
2- كثرة الدعاء أن يصرف الله كيده عنك وأن يعينك عليه .
3- قراءة كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي؛ لمعرف حقيقة كيد الشيطان .
4- عدم تكرار غسل أي عضو مطلقا، وكذلك عدم الالتفات لما يلقيه في نفسك من نزول قطرات بول أو غيره، فلا تهتمي بهذا مطلقا، ولا ترجعي لغسل أي عضو بعد الانتهاء منه مهما كانت الظروف .
5- حددي لك عدد معين من الدقائق تقضيها في الحمام ولا تزيدي عليها أبدا .
6- الحل في يدك أنت إذا عزمت بقوة وإصرار على قهر الشيطان، وعدم الاستجابة له، وسوف تستطيعين ذلك بكل سهوله إن شاء الله، وبالله التوفيق .
الشيخ / موافي عزب .
==============
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
جزاك الله خيرا على سؤالك.
هذه وساوس قهرية فعلية، والوساوس المتعلقة بالطهارة منتشرة في مجتمعنا، ومن الممكن جدا علاجها عن طريق بعض الإرشادات السلوكية والعلاجات الدوائية المضادة للوساوس.
بالنسبة للعلاج السلوكي: أولا أؤكد لك أن الرأي الشرعي والرأي العلمي على اتفاق تام بأن يقاوم الإنسان الوساوس ولا يتبعها مطلقا، ففي مثل حالتك أرجو بذل الجهد في عدم تكرار استعمال الماء، وعدم ارتداء أو استعمال الفوط الصغيرة مطلقا، ومن الضروري جدا أن يتم تحديد كمية الماء الذي سوف يستعمل بعد قضاء الحاجة، بمعنى أن لا يكون مصدر الماء الماسورة، بل توضع كمية معقولة من الماء في إناء، وهنا يجب أن تكوني مسبقا على علم أن هذه الكمية من الماء هي الكمية المتاحة فقط، ويجب مقاومة النفس بعدم إضافة أي ماء آخر من أي مصدر، وبتكرار هذه العملية من 10 إلى 15 مرة ستجد أن مستوى القلق المتعلق بالطهارة بدأ في الانخفاض .
أما بخصوص الشعور بنزول البول : ففي هذه اللحظة عليك الدخول مباشرة في الصلاة دون الذهاب إلى الحمام، وأن لا تعطي لنفسك أي وقت ومجال للمساومة، وبتكرار هذه الإرشادات السلوكية البسيطة مع العزيمة والإصرار ستجد أن الوساوس قد اضمحلت وضعفت .
بما أنه يعتقد أن للوساوس منشأ بيولوجي مرتبط بنقص في مادة تعرف باسم السيروتنين، فقد وجد أن الأدوية المنشطة لهذه المادة تساعد بدرجة فعالة في علاج الوساوس، وعليه أنصح لك بتناول الدواء المعروف باسم بروزاك 20 ملجرام يوميا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، مع تناول دواء آخر يعرف باسم فافرين تبدأ بـ 50 ملجرام ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 100 ملجرام ليلا لمدة ستة أشهر، وستجد إن شاء الله أن الوساوس اختفت تماما، وبالله التوفيق .
د. محمد عبد العليم.