السؤال
السلام عليكم
أنا طالب متفوق في المدرسة، وغالبا ما أكون الأول في صفي، لكن لا أملك أصدقاء في فصلي، الطلاب يستهزئون بي، وينعتونني بألقاب قبيحة، فأحس أحيانا أن شخصيتي ضعيفة، وهذا الشيء يتكرر معي دائما في كل فصل أدرس فيه أو مدرسة، رغم تفوقي على الطلاب الآخرين، أنا طالب عادي، لست فقيرا ولا غنيا.
أرجو منكم النصيحة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكل صاحب نعمة محسود، فاشكر صاحب الفضل والإنعام والجود، وواظب على الركوع له والسجود، ومرحبا في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يبعد عنك كل حاقد حسود، وقد أحسن من قال:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالكل أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسدا وبغيا إنه لدميم
وأرجو أن تعلم أنه لن يضرك ما يقومون به إذا أطعت الله، وأرجو أن تقابل إساءتهم بالإحسان، وحاول التقرب ممن تشعر أنه فيه خير وصلاح، ولا تلتفت للاستهزاء، واعلم أنه أمر لم يسلم منه حتى الأنبياء، وثق بأنك ما جازيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.
ولا يخفى على أمثالك أن المسلم يتواضع لإخوانه كلما زاده الله رفعة ونجاحا، وهذا السلوك يجعله محبوبا عند إخوانه وزملائه، وعليك أن تعرف أن نعم الله مقسمة بين عباده، وأن السعيد هو الذي يعرف نعمة الله عليه ليؤدي شكرها، ومن شكر النعمة الاعتراف لواهبها، وعمارة القلب بحب المنعم الوهاب، واستخدام النعمة في طاعة الله، بالإضافة إلى العمل بالطاعات، قال تعالى: ((اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور))[سبأ:13].
وأرجو أن تعلم أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أن قلوب العباد بين أصابع الرحمن، وأن الإنسان إذا طلب رضوان الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، والخاسر من يطلب رضا الناس بسخط الله، فيسخط الله عليه ويسخط عليه الناس، وإذا كنت مطيعا فلن يضرك ما تواجهه من الجفاء.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.