السؤال
منذ فترة طويلة كنت أعاني من قشرة في فروة الشعر في فترات الشتاء، وبعدها أخذت مجموعة من العلاجات التي تقضي على القشرة، وفيما بعد وجدت بعد انتهاء فترة العلاج أن هناك أماكن تصاب بحبوب، وذهبت إلى الطبيب لعلاجها، ولكن حينما تنتهي فترة تعاطي المضادات الحيوية والمراهم والتخلص من هذه الحبوب أجد القشرة تعود مرة أخرى، وآخذ هذا الأمر عدة سنوات على هذا المنوال مع التغيير المستمر للمضادات الحيوية والمراهم والشامبوهات المتعددة، وفي إحدى هذه المرات وجدت منطقة أصبح لا يوجد بها شعر، وذهبت للطبيب فأعطاني مرهما يدعى Fuci، وعاد الشعر لينمو في هذه المنطقة، ومنذ فترة حوالي ستة أشهر أصابتني القشرة ثم الحبوب مرة أخرى في فروة الرأس وفي الوجه، ثم أخذ الشعر يتساقط في منطقة خلف الرأس، وحاولت مرارا وتكرارا العلاج منه إلا أنه لم يجد، وفي النهاية أعطاني الطبيب حقنا تحت الجلد في الأماكن التي تساقط منها الشعر، حيث كان تشخيصه أنها ثعلبة، والآن لم يعد لدي دافع للشفاء بعد أن أصبح رأسي مصابا بالقشرة والحبوب والثعلبة في نفس الوقت، في حين أني أتعاطى العديد من الأدوية والشامبوهات؛ إضافة إلى الحقن تحت الجلد.
أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م . م .م . ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن التفسير المنطقي للوصف السابق هو أنك قد كنت تعاني من الصدفية أو التهاب جلد دهني ابتداء، والذي بسبب التداخلات العلاجية أو تهييج المنطقة بأي من العوامل الخارجية والحك والفرك قد تمت الإصابة بالتهاب الأجربة الشعرية، أو ما يسمى بالتهاب جذور الأشعار، ثم بسبب الالتهاب تم تساقط الشعر في الموضع المصاب، إما بسبب الالتهاب السطحي، وهذا يعود من ذاته دون علاج، أو بسبب مرض الثعلبة الذي قد يصاحب الصدفية، وبالتالي فهذا يحتاج علاجا ومتابعة.
ولتوضيح تفاصيل هذه الأمراض نورد أدناه ما يلي:
أما الصدفية على الرأس فقد ناقشناها في الاستشارة رقم (261468).
وأما الاستشارة رقم (18604) فقد قارنا فيها بين الصدفية والتهاب الجلد الدهني على الرأس.
كما يرجى مراجعة الاستشارة رقم (270864)، والتي تناقش التهاب الأجربة الشعرية أو جذور الأشعار، ونستقطع منها – بعد إجراء تعديلات - النص المتعلق بالتهاب جذور الأشعار، على الرغم من اختلاف الموضع والسبب، ولكن العلاج واحد:
إذن: فقد يحدث التهاب جذور الأشعار بسبب طريقة إزالة الشعر الخاطئة أو بسبب الحساسية والحكة.
ونوصي - من الآن - باستعمال مضاد حيوي (لوشن) من النوع الذي تتحمله، ولا يسبب الحساسية، ويفضل ألا يكون من مشتقات (التتراسيكلين)، ونرشح (الاريثرومايسين)، ويفضل الاستمرار لعدة أسابيع إلى أن يتم القضاء على الحبوب الموصوفة، كما يجب غسل المواضع بالماء والصابون، ويفضل أن يكون الصابون المستخدم صابون الأطفال حتى لا يحدث حساسية.
كما يمكن للتخفيف من الحكة أخذ مضادات الهستامين، وخاصة الأنواع الجديدة التي لا تؤدي للنوم، ولا تتفاعل مع غيرها من الأدوية مثل الزيزال: (5 مغ) بمعدل مرة يوميا وحسب اللزوم، مع ضرورة منع اليد من الحكة، وقص الأظافر وبردها لتنعيمها.
ويجب التأكيد على أن عصر حبوب البثرات الموصوفة قد يؤدي إلى انتشارها وتفاقمها.
كما يفضل إجراء تحليل الدم الذي يشمل: (Cbc، Esr، Differential & eosinophils، Ige، ، Fbs,).
باختصار: فإننا ننصح بمراجعة طبيب أمراض الجلدية للفحص والمعاينة، وتحديد أي من الأسباب التي ذكرناها كانت سببا للمرض، وإلى أن يتم ذلك ننصح بقص الأظافر وبردها، ومنع اليد من الحك مهما كان الشعور شديدا، ويمكن استعمال المضاد الحيوي الموضعي من النوع السائل؛ لأنه يناسب الشعر، وحبوب مضادات الحكة، وذلك كلما دعت الحاجة، ويتم بعدها إعادة تقييم الحالة، والتواصل من جديد لمعرفة التطورات الإيجابية أو السلبية، مع معرفة نتائج التحاليل.
أما الثعلبة فقد ناقشناها في الاستشارة رقم (235283).
نؤكد على المتابعة مع طبيب أمراض جلدية متخصص وليس طبيب عام؛ لأن المشكلة عندك معقدة ومركبة، وتحتاج طبيبا ذا خبرة في الأمراض الجلدية.
شفاك الله وعافاك.