السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، محجبة وملتزمة، والحمد لله، امرأة محافظة، المشكلة أنني لا أعرف إن كان هذا ما يسمونه الحب، فأنا أخاف أن أقع في الخطيئة، لكن هناك شاب ملتزم أعجبني -أستغفر الله على قولي- وقد تقدم لخطبتي رجل، لكنني رفضته فقمت بصلاة الاستخارة، ولا يقع في بالي إلا ذاك الشاب، علما أنه يقطن بمدينة بعيدة عن مدينتي، فهو صديق لأخي، ومنخرط بنفس الجمعية التربوية التي أنخرط فيها، ولا نرى بعضنا إلا في العطلة الصيفية... فأنا أدعو الله صباح مساء أن يثبت قلبي على دينه ويثبت أعمالي، فما رأيكم إن طلبت منه أن يتقدم لي بالزواج هل يجوز؟ فهو أهل لذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Najia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه لا مانع من أن يعرض شقيقك الفكرة عليه، وقد عرض الفاروق ابنته حفصة -رضي الله عن الجميع- على الصديق وعلى عثمان بن عفان، وفازت حفصة برسولنا صلى الله عليه وسلم، وقد أخذ العلماء من ذلك جواز عرض الرجل بنته أو أخته على الرجل الكفؤ، ولسنا أفضل من عمر أو أكرم من سلف الأمة الأبرار الذين كان فيهم من يعرض بنته على طالب العلم الفقير، وهذا ما حصل من سعيد بن المسيب رضي الله عنه، وإذا لم تتمكني من هذا فحاولي التعرف على أخواته وأظهري لهن إعجابك بأخلاقه ودينه، وسوف يصله ذلك الثناء مع ضرورة الإكثار من اللجوء إلى الله، واعلمي أن قلوب العباد بين يديه يقلبها كيف شاء، وإذا كان الشاب صديقا لأخيك فإن الأمر سهل وميسور، وأرجو أن تشجعي شقيقك على التواصل مع الشاب، وتتعرفوا على أسرته وأهله.
ولا يخفى عليك أن خديجة أرسلت من تعرضها على النبي صلى الله عليه وسلم، ولست أدري إلى أي مدى يمكن أن يتقبل المجتمع عندكم مثل هذا التصرف، فإن احترام الأعراف في مثل هذه الأمور مطلوب، ونحن لا نؤيد السباحة ضد التيار بحال من الأحوال، ونحن نسأل الله أن يجعل الشاب من نصيبك، وأن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أنه وعد أهلها بتيسر الأمور، فقال سبحانه: ((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))[الطلاق:4].
وأكثري من الدعاء فإن الله وعد بالإجابة، ونسأل الله التوفيق والسداد.