السؤال
السلام عليكم
أنا عاملة، وفي نفس الوقت أدرس لأتحصل على شهادة البكالوريا، أبذل كل جهدي في حفظ دروسي، لكني كلما أحفظ درسا جديدا أنسى الذي قبله حتى أصبحت أفكر في الغش يوم الامتحان حتى لا تفوتني هذه الفرصة، فقد أصبحت أفكر في جميع طرق الغش كي أنجح في البكالوريا حتى أحسن مرتبي؛ لأن المعيشة غالية جدا، والمرتب لا يكفيني؛ ولهذا السبب أريد أن أنجح في البكالوريا بأي وسيلة، وأتابع الدراسة في الجامعة للحصول على مستوى أفضل يرفع مرتبي الشهري.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وحيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك إلى صرف الوقت الذي تفكرين فيه في طرق وأساليب الغش في الامتحان إلى الاجتهاد في فهم الدروس، وطاعة الرحمن، واعلمي أن الشيطان عدو للإنسان، وأن الله سبحانه حرم الغش والزور والبهتان، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يجنبك الكذب والفسوق والعصيان.
وأرجو أن تعلمي أن الذي ينجح بطرق ملتوية سوف يعيش تأنيب الضمير، ويشعر بالدونية، ويدخل على نفسه مالا مشبوها؛ لأنه ناله بالتزوير، وسرق مجهودات الآخرين، ومن الضروري أن يعلم الجميع أن العبرة في الرزق ليس بكثرته ولكن ببركته التي لا تنال إلا بالطرق الشرعية التي فيها تقوى الله، وتحري الحلال.
وقد أحسن من قال:
جمع الحرام على الحلال فكثره *** دخل الحرام على الحلال فبعثره
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها – ثم وجهنا فقال - فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فخذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم).
وقال أيضا: (فلا يحملنكم استبطاء الرزق على طلبه بالحرام).
وليت الذين يتهاونون في هذه المسألة تذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع -وعد منها:- وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟).
ولا نجاة إلا لمن أخذ المال من حله ووضعه في محله، ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل.
ومن هنا فنحن ننصحك بالاجتهاد، وبذل أسباب النجاح، ثم توكلي على واهب الفلاح، ولا تغتري بكثرة من يتهاون في هذا الأمر فإنك تقفي بين يدي الله وحدك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وكم أنا سعيد بهذا السؤال الذي يدل على أن فيك خيرا، واعلمي أن الإثم ما حاك في الصدر وتردد، فاستفت نفسك وتوجهي إلى الله.
ونحن بدورنا نسأل الله أن يحقق لك نجاحا باهرا، ومرحبا بك مجددا مع أبائك والإخوان.
وبالله التوفيق والسداد.