وسواس قهري شديد وشك في كل شيء حتى في الذات الإلهية

0 350

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من الوسواس القهري، وأتعالج منه، والحمد لله أحس ببعض الاستجابة - ما شاء الله لا قوة إلا بالله - ولكن صورة الوسواس تأتيني في الشك في كل شيء، من أول الذات الإلهية - أعوذ بالله - إلى الأصدقاء في بعض الأحيان، أنا أعرف أن هذا خطأ، ودرب من الجنون، ولكن والله رغما عني، أحاول جاهدا السيطرة على عقلي والتحكم فيه، وأحيانا أنجح، وأحيانا لا، ولكني أحاول لأني أريد أن أتعالج وأنتهي من هذا الوسواس، ولكن أكثر ما يقلقني الآن هو أنني أشك في كل البنات، وإذا رأيت أحداهن أول ما يدور ببالي أنها ستخون.
وما المانع أن تخون ولو تزوجت أنا ما المانع أن تخونني؟ وما يدريني لو أنجبت أن هذا ابني، سوف تقول: إني غريب الأطوار، ولكن هذا ما أحس به، وأحيانا تسيطر علي الفكرة تماما، وأخشى أن أرتبط، وخصوصا وأنا مقبل على ذلك، وأشك في خطيبتي أو في زوجتي.

علما بأني حين أجلس مع خطيبتي أو أي واحدة مرشحة لي لا أرى أنها تفعل ذلك، ولكن هي أمامي مؤدبة، وبنت أناس، ومتدينة، ويستمر شعوري بالثقة فيها يوما أو يومين، وبعد ذلك يأتي في خاطري لماذا لا تكون تمثل علي؟
ولم لا يكون أهلها كذلك يمثلون علي حتى أتزوج ابنتهم؟

أخاف أن أجن من ذلك، وأن تصبح حياتي جحيما، وكيف أثق في الفتاة التي أريدها وأثق في سلوكها وأضمن أنها لا تخدعني لا هي ولا أهلها؟

أرجو المساعدة السريعة جدا، أنا آسف للإطالة عليك، ولكن أحببت أن أصف شعوري تماما، وأرجو أن يكون الرد مفصلا لكل جزء في الاستشارة، مع اعتذاري على إطالتي وعلى طلبي هذا .

علما بأني أتناول حبة من دواء فافرين 100 ملجم ليلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل ما ورد في رسالتك من تفاصيل هو من قبيل الوساوس القهرية، ونوع الوسواس الذي لديك بدأ بأفكار، ثم تولدت عن هذه الأفكار اجترارات متواصلة تبنى كل فكرة منها على الفكرة الأخرى، وأنا أتفق معك تماما أن هذه من الوساوس المؤلمة على النفس، خاصة أنها تتعلق بالذات الإلهية، وكذلك حول الشك حول النساء، هذا النوع من الوساوس يتطلب برامج سلوكية تقوم على ما يعرف بالتحليل السلوكي الكامل، والذي من خلاله يحدد المعالج الروابط أو المثيرات لكل فكرة وسواسية، بعدها يبدأ المعالج في بناء الفكرة المضادة للفكرة الوسواسية، ومحاولة تحسين القناعات الذاتية بعدم صدق الوساوس مهما كانت متسلطة.

هذا - يا أخي - يعني أن مقابلتك لأخصائي نفسي وليس طبيبا نفسيا ستكون مجدية جدا - بإذن الله تعالى -.

أما العلاج الدوائي فهو مفيد وفعال جدا، كما أن العلاج الدوائي يساعد الإنسان كثيرا في تقبل العلاج السلوكي، والاستمرار عليه، والدواء يتطلب الالتزام التام بتناوله في وقته، وبجرعته الموصوفة، وهذا النوع من الوساوس يتطلب العلاج لمدة طويلة، وهذا لا يمثل إشكالا؛ لأنه - بفضل الله تعالى - توجد الآن أدوية سليمة جدا.

أنت ذكرت أنك الآن تتناول الفافرين بجرعة 100 مليجرام في اليوم، والفافرين من الأدوية الفعالة جدا، ولكن لابد أن تصل جرعته إلى 300 مليجرام في اليوم، لعلاج هذا النوع من الوساوس، ولابد أن تستمر على جرعه ال 300 مليجرام لمدة سنة كاملة، بعدها تخفض الجرعة بمعدل 100 مليجرام كل ستة أشهر، ولابد أيضا أن يدعم الفافرين بدواء آخر يعرف باسم رزبيريدون، والجرعة المطلوبة من هذا الدواء هي 1 مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام ليلا ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى واحد مليجرام لمدة ستة أشهر أخرى.

في بداية تناول الفافرين ترفع الجرعة الحالية إلى 200 مليجرام في اليوم يمكن تناولها بمعدل حبة صباحا ومساء أو حبتين ليلا، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى 300 مليجرام كما ذكرت لك، وهنا تتناولها بمعدل100 مليجرام صباحا و200 مليجرام ليلا.

يفضل تناول الفافرين بعد الأكل، وكما ذكرت لك الفافرين من أفضل الأدوية وتوجد أدوية أخرى بديلة، من أفضلها العقار الذي يعرف باسم بروزاك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات