وصف الطفل نفسه بأنه بطيء وأن غيره أحسن منه

0 333

السؤال

ابنتي بالصف الثالث ابتدائي، وقد لاحظت انخفاضا في مستواها الدراسي، ولاحظت أيضا أنها دائما تصف نفسها أنها بطيئة، وأن فلانة أحسن مني، علما بأن السنة هذه تغيرت معلمتها أكثر من مرة وهي تصف نفسها دائما بأنها وحيدة ولا تجد من يلعب معها بالمدرسة، كيف أحسن من نظرتها لنفسها؟

ملاحظة: هي ابنتي الأولى ولديها أخ عمره 4سنين، وجزاكم الله خيرا..أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمرو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن مفتاح التغيير مع هذه الصغيرة يكون بالاقتراب منها وغرس الثقة في نفسها، وقبل ذلك بالتوجه إلى واهب النجاح والفلاح، وبتعليمها المحافظة على أذكار المساء والصباح، مع ضرورة عدم إظهار الانزعاج حتى لا تتعمق المعاني السلبية في نفسها، وأرجو أن تهتمي بما يلي:-

1- توفير جرعات كافية من الأمن والاحترام والاهتمام والحب.

2- التعاون مع والد الطفلة وكل من حولها بضرورة تشجيعها والثناء عليها.

3- التفاهم مع أسرة المدرسة وخاصة المعلمة المباشرة لها حتى يكون التشجيع من كافة الجوانب.

4- تجنب المقارنات السالبة فإننا نخطئ جدا عندما نقول: فلانة ممتازة وفلانة بليدة، أو هذه ذكية وتلك غبية أو كوني مثل فلانة، فإنه من الظلم مقارنة طفلة مع أخرى دون مراعاة للفروق الفردية، والصواب أن نقول فلانة ممتازة وفلانة تستطيع أن تكون ممتازة ونحن متأكدون من ذلك، وأكمل من ذلك أن نقول فلانة ممتازة إذا واظبت على الصلاة، وفلانة ممتازة إذا أطاعت أمها ومعلمتها، أو نعمت الفتاة فلانة لو اهتمت بدراستها، وهذا قبس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) فما ترك ابن عمر رضي الله عنهما قيام الليل بعد ذلك حتى قال عنه ولده سالم رضي الله عن الجميع: (فكان ابن عمر لا ينام بعد ذلك من الليل إلا قليلا).
والصواب أن نقول لأبنائنا: اجتهدوا دون أن نقول مثل فلان أو احذري أن تتفوق عليك فلانة، ومن المفيد أن نقول لهم: لقد اجتهدنا نحن وها أنتم ترون ثمار اجتهادنا بعد توفيق ربنا -أو نقول: انظر إلى عمتك أو خالتك أو عمك- قد كنا نراهم يجتهدون في دراستهم وها نحن نراهم قد جنوا أطيب الثمار.

5- إبراز جوانب التمييز عندها، واعلموا أن نعم الله مقسمة، ونحن الذين نفشل في اكتشاف مواهب أبنائنا، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا وقد وهبه الله ما يتميز به عن سائر الخلق، ولكن ما أكثر من يفشلون في اكتشاف مواهبهم.

6- تسليط الأضواء على من هن أقل منها في كل أمور الدنيا، كما وجه بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله: (انظروا إلى من هو أسفل منكم).

7- تعريفها بالنعم التي خصها الله بها، فإن ذلك عونا لها على شكر الله.

8- تعميق معاني الثقة في الله، وإعلامها بأن لكل مجتهد نصيبا، وأن النجاح يحتاج إلى بذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.

9- مناقشة المدرسة في أسباب كثرة تغير المعلمات والمسارعة إلى التفاهم مع كل مدرسة جديدة للاتفاق معها على خطة موحدة في التوجيه ولا شك أن أسرة المدرسة تسعد جدا بالتواصل معها من جانب الآباء والأمهات.

10- محاولة التواصل مع الأسر الطيبة التي تنتمي إليها زميلاتها، وذلك بعد تشجيعها على مصادقة البنات الطيبات، وقد يحتاج الأمر إلى أن تذهبي للمدرسة لتتعرفي على زميلاتها وحبذا لو حملت معك بعض الحلوى والهدايا.

11- الحرص على العدل بينها وبين أخيها في المعاملة والحرص على الثناء عليها في حضور من تحب من أهلها.

12- الثناء على كل خطوة إيجابية وتضخميها ولو كانت يسيرة.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله واعلموا أن أبناءنا ينتفعون بصلاحنا وصلاتنا ودعائنا وسوف يتغير الوضع بحول الله وقوته فليس داع للانزعاج، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات