السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مرض اسمه L érythéme polymorphe، منذ ست سنوات، وأستعمل هذا الدواء اسيكلوفير، ويقول الطبيب المختص: إنه لا يوجد حاليا أي دواء يقضي عليه بالمرة، فأرجو منكم أن تعطوني بعض المعلومات، أسبابه وطرق العلاج منه، وهل حقا لا يوجد دواء يقضي على هذا المرض؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمامي عديدة الأشكال، وهي حالة تحسسية لواحد أو أكثر من المثيرات، والتي تتميز بالهجوع والهجوم حسب العلاج أو الأسباب، والعلاج فيها وقائي ثم الكورتيزوني ومع مضادات التحسس، وأظن أنك تقصد الحمامي متعددة الأشكال ((Erythema multiformeوالتي هي عبارة عن تناذر فرط التحسس والذي ينجم عن تفاعل ضد ـ مستضد (Antigen antibody reaction) وقد يصيب الجلد والأغشية المخاطية والأعضاء الداخلية.
إن الشكل السريري الشديد والحاد من الحمامي عديدة الأشكال، يسمى تناذر ستيفن جونسون.
وتتظاهر الحمامي متعددة الأشكال سريريا على شكل حطاطات مدورة مرتشحة قليلا بلون أرجواني غامق أو أزرق فاتح، متناظرة، ذات ميل للانتشار محيطيا.
قد تظهر أشكال مختلفـة من الحمامي عديدة الأشـكال، وذلك يعتمد على شكل وشدة التفاعل.
قد تكون الآفات لطاخية، حطاطية، عقدية، حويصلية أو فقاعية مشكلة أشكالا مختلفة مثل الحلقي ـ المدور ـ آفات مدفسية الشكل وأشكال فرفرية وشروية.
الآفة الهدفية الشكل (القزحية) الجزء المركزي من الآفة يبدي عادة انخفاضا في وسطها وتكون ذات لون رمادي مزرق يعرف باسم "الآفة القزحية الشكل "(Iris lesion) وهي عادة مميزة للحمامي عديدة الأشكال.
وإن الأماكن الأكثر إصابة هي الظهر واليدين والأصابع والقدمين.
كما وإن الشكل (Hebra) يتميز بارتكاسات حمامية حطاطية، شروية، فقاعية وحتى نزفية تظهر على المناطق الجلدية المعرضة للشمس، والآفات الجلدية تأخذ شكل القزحية المميز.
الأغشية المخاطية عادة تصاب، وهذا الشكل متكرر ويسبق عادة بالعقبول البسيط الشفوي قبل بدء الحمامي.
أما الشكل اللطاخي الحطاطي، فهو حمامي لطاخية حطاطية، واضحة الحواف تنتشر نحو المحيط مشكلة بقعا عديدة الحلقات مع شفاء مركزي وتكون الأشكال القزحية المختلفة واضحة في هذا النوع.
وأما الشكل الفقاعي فقد تبدو الآفات الجلدية فقاعات نزفية على قاعدة حمامية.
وأما الشكل الفقاعي الحويصلي فهو عبارة عن حويصلات متناثرة أو متجمعة محاطة بقاعدة حمامية قد تشخص خطأ على أنها آفات عقبولية.
وإن المسببات عديدة ومنوعة وسنشير هنا إلى العوامل في طيفها الأوسع والذي قد يؤدي إلى التناذر الأشد وذلك من باب التوسع لا التضييق.
عدة عوامل تؤدي إلى تناذر ستيفن ـ جونسون.
الكثير من الحالات مجهولة السبب.
بعض مما يلي قد يسبب التناذر:
1 ـ الإنتانات الجرثومية: دفتريا ـ بروسيلا ـ التدرن ـ حمى التيفيوئيد وذات الرئة.
2 ـ الإنتانات الفيروسية: الحصبة ـ العقبول ـ لقاح الجديري ـ ذات الرئة الفيروسية أو الأنفلونزا الآسيوية.
3 ـ الإنتانات الفطرية: الفطار الكرواني ـ داء المنسجات.
4 ـ الإنتانات بالأوالي: الملاريا والتريكوموناس.
5 ـ أمراض الغراء: الندبة الحمامية الجهازية والقريصية.
6 ـ اللقاحات: Bcg ـ الجديري ـ شلل الأطفال.
7 ـ الأدوية: بنسلين ـ سلفوناميدات ـ تريمثوبريم ـ السللاسيلات. الفينوباربيتال ـ الباربيتورات ـ خافضات الحرارة والهيدرازين.
8 ـ تناذر لوفلر قد يترافق مع الحمامي عديدة الأشكال.
9 ـ تغيرات هرمونية.
10 ـ التماسات الجلدية الأرجية: أكزيما (Rhus)السماق والافنج الناري (Fire sponges) .
11 ـ الأمراض الخبيثة: لمفومات ـ كارسينومات ـ احمرار الدم (الكظة الدموية) والورم النقوي وداء هودجكنز.
ولا يعني ذلك أن كل من يعاني من الحمامي عديدة الأشكال أنه مصاب بكل هذه الأمراض، بل هي تسجيلات طبية تؤخذ بعين الاعتبار للاستقصاء والنفي خاصة في الحالات المزمنة.
ويجب في كل حالة مزمنة المتابعة مع طبيب أمراض جلدية حاذق للفحص والمعاينة والمتابعة وتوثيق التشخيص مخبريا ومن ثم استقصاء الأسباب اللازمة وبعد ذلك وبزوال الأسباب قد تختفي الحمامي وقد تحتاج إلى علاج.
وأما العلاج فيجب أن يوجه نحو الأسباب والعلاج الوقائي قبل العلاج الدوائي، وبعد نفي الأسباب واستبعادها من الممكن إعطاء العلاج والذي يمكن تقسيمه حسب شدة الحالة إلى موضعي أو جهازي.
الموضعي؛ وهو بالكورتيزونات الموضعية للحالات الخفيفة مثل كريم اللوكيد أو الإليكوم أو غيرها ولكن تحت إشراف الطبيب لو طالت مدة العلاج.
الجهازي عن طريق الكورتيزون الفموي تحت إشراف طبيب إلى أن تتم السيطرة على المرض وبعدها يتوقف أو يخفف تدريجيا ويجب أن يتم أيضا تحت إشراف طبيب.
من الأمور العامة في العلاج أخذ مضادات الهستامين الحديثة مثل الزيرتيك أو الأورياس أو الكلاريتين أو الزيزال أو التلفاست عند اللزوم بعد دورة من الالتزام.
كذلك ينصح البعض بفيتامين (سي) ولو أن ذلك موضع تساؤل.
ختاما: ننصح بالمتابعة مع طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة وتأكيد التشخيص ثم إجراء الاستقصاءات الممكنة اللازمة، ومن ثم الإشراف على العلاج والذي يمكن أن يكون كورتيزون موضعي فموي مع أو بدون مضادات الهيستامين.