ما عاقبة اغترار الفتاة بشاب على النت؟

0 462

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد أحببت شابا تعرفت عليه عن طريق الشات، وقد وعدني بأنه سيخطبني ولكنه خدعني، وبعد مرور أكثر من ستة أشهر قال لي أنه لن يتزوج فتاة تعرف عليها عن طريق الإنترنت، على الرغم من أنه هو الذي جعلني أتعلق به، وهو كان أول شخص أحبه ولم أكلم أحدا قبله.

وكلما أقول لأحد فإنه يقول لي أن الموضوع خطأ لأنه عن طريق الإنترنت، لكني أشعر أني أحببته ولا أستطيع أن أستغني عنه؛ لكنه تركني وتخلى عني، وأتمنى أن آخذ حقي وأرجع لنفسي كرامتها التي تخليت عنها من أجله، وقد قلت له أني أحبه، وأريد أن يشعر أني مؤدبة ومحترمة وليس كما يظن هو، فما الحل لكي أرجع لنفسي كرامتها؟ وكيف أثبت له أني بنت مؤدبة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي فهمته من رسالتك أنك إنسانة طيبة وخبرتك قليلة في التعامل مع الناس، ولذلك بمجرد ما قال لك هذا الشاب بأنه يحبك تعلقت به وصدقت أنه سيتزوجك فعلا، وأنه فارس الأحلام الذي سوف يسعدك السعادة كلها وستكونين معه أسعد إنسانة في الدنيا، ولم تأخذي في بالك أن كلام الشات كله كلام غير حقيقي، ورغم أنه تخلى عنك إلا أنه كان صادقا معك، حيث بين لك ما كان غائبا عنك، فمعظم الشباب والرجال لا يثقون مطلقا في أي بنت تتكلم مع شاب لا تعرفه وتفتح له قلبها وتظهر لها حبها، لأنهم يقولون بأن من تقول لنا هذا الكلام سوف تقوله لغيرنا، فهي خائنة وليست أمينة ولا تستحق أن تكون زوجة ولا أم أولاد.

فاسمحي لي أن أقول لك أنك المخطئة لأنك لم تفكري قبل أي شيء في معرفة الحكم الشرعي للكلام مع الشباب الأجانب على الإنترنت، ولم تكلفي نفسك سؤال أي أحد من أهل العلم أو المشايخ عن حكم الكلام مع الأجانب، وبمجرد أن قال لك بأنه يحبك فإنك أحببته وصدقت كلامه، واسمحي لي أن أقول لك أيضا بأن هذا الشاب معه حق في تركك، فمن أدراه بأنك لا تلعبي ولم تقولي هذا الكلام لغيره؟ هو لا يعلم الغيب، وإنما حكم عليك من خلال تصرفاتك وكلامك معه، ومحل الخطأ أنك تكلمت معه بهذه الصراحة وهذا الوضوح رغم أنه شاب غريب عنك ولا تعرفي عنه أي شيء، وهذا أمر يدعو فعلا إلى الشك والريبة، فعليك أن تتحملي نتيجته.

فاحمدي الله أنه لم يفضحك وأن هذا الشاب لم يفعل بك أكثر من هذا، وتوبي إلى الله واستغفريه، واتقي الله في أهلك الذين تكلمت مع هذا الشاب من ورائهم، فكوني على قدر الأمانة والثقة التي وضعوها فيك حتى تكوني من الصالحات القانتات، واجعلي هذه التجربة هي أول وآخر تجربة.

وفي الختام: بما أنك جعلتنا موضع ثقتك، والمستشار مؤتمن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، فاعذرينا وتحملي منا هذه الشدة، وما ذلك إلا حرصا عليك فأنت ابنتنا وأختنا، ونحب لك ما نحبه لبناتنا وأخواتنا ونكره لك ما نكرهه لهم.

ونسأل الله أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يرزقك زوجا صالحا يقر عينك، آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات