السؤال
ماذا عسانا أن نفعل أمام هذا الكون العظيم من مجرات وشمس وكواكب ونجوم، وفي هذا الكون ماذا نكون؟!
أشعر بالضآلة الشديدة في ملك رب العالمين، فسبحان الله!
ماذا عسانا أن نفعل أمام هذا الكون العظيم من مجرات وشمس وكواكب ونجوم، وفي هذا الكون ماذا نكون؟!
أشعر بالضآلة الشديدة في ملك رب العالمين، فسبحان الله!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Momen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التأمل في كون الله، والتفكر في بديع صنعه عبادة غائبة، وهي عبادة لها أثر كبير في رفع إيمان الإنسان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الليل الآيات الواردة في خواتيم سورة آل عمران: (( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ))[آل عمران:191].
والقرآن يلفت النظر إلى آيات الله الباهرة في الأكوان والأنفس، فيقول سبحانه: (( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم.. ))[ق:6] ويقول سبحانه: (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ))[الغاشية:17] ويقول سبحانه : (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))[الذاريات:21] ويقول سبحانه: (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ))[فصلت:53].
وكم هو عجيب هذا الإنسان الذي يعجب بجهاز يصنع أو بسيارة تجري أو بطائرة تحلق، ولا يقف مشدودا أمام شمس تجري لمستقر لها، وأمام قمر يتقلب في منازله، ولا أمام أشجار تسقى بماء واحد، ويفضل الله بعضها على بعض في الأكل.
وقد أحسنت حين شعرت بالضآلة والحقارة، وأرجو أن يدفعك ذلك إلى تسبيح القدير، وتحميد البديع، والإقبال على طاعته، وشكرا لآلائه ونعمة، وحق لك أن تردد (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ))[لقمان:11]
ومن الضروري أن يتذكر أن الله سبحانه خلق هذا الكون، وكتب الأرزاق والآجال، وقدر مقادير الأمور، وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد وقد أحسن من قال:
تأمل في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأبصار هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهدات*** بأن الله ليس له شريك
وهذه وصيتي لك بتقوى الله واللجوء إليه والدعوة إلى عبادته وتعظيمه، ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
وأرجو أن تحرص على لفت أنظار الغافلين إلى عظيم صنع رب العالمين، فإن الاعتياد وتبلد الأحاسيس تشغل الناس عن عبادة التدبير والتفكير، والقرآن دعوة للتفكير والتعقل والسير في الأرض والاعتبار.
ونسأل الله لنا ولك الثبات والسداد.