شاب يراسل فتاة من أجل زيادة التزامها ويرغب في الزواج بها

0 246

السؤال

أنا شاب أحاول وأجاهد في نفسي لأكون ملتزما وقائما لشرع لله ومتبعا لسنة رسوله الكريم.
الأمر الذي يحيرني هو أني أعجبت بفتاة خلوقة وأرغب في زواجها إن كتب الله لنا ذلك، وأنا الآن أتحاور معها، وأحاول أن أرشدها إلى أمر الله، وأرسل لها رسائل عبارة عن دروس في دين الله وشرعه، مفهوم القول هو أني أسعى ليهديها الله بسببي، علما أني لم أخبرها بما أشعر به نحوها، ولا أنوي فعل ذلك، وإني راغب في زواجها.

فهل أستمر في وعظها على هذه الطريقة؟ مع العلم بأني لا أستطيع الزواج حاليا بسبب افتقادي لعمل مستقر، وأكرر أني أرغب فيها زوجة إن أراد الله ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك زوجة صالحة تكون عونا لك على طاعة الله.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن من أجل نعم الله على أي شاب أن يكرمه بزوجة صالحة، وهذا ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة) والتي من أهم وأخص صفاتها (إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله) وهذه وبلا شك أهم مقومات الحياة الزوجية، وأصل سعادتها، وهي وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ولذلك ينبغي لك ألا تضيع هذه الفرصة الذهبية التي أكرمك الله بها وهي هذه الفتاة الطيبة الخلوقة.

وبما أنك شعرت بأن حظها من العلم الشرعي قليل، وأنها في حاجة إلى من يعلمها، فمن الممكن أن تستعين بإحدى أخواتك أو قريباتك للتعرف عليها ومساعدتها في البحث عن مجالس الذكر وحلق التعليم، وأماكن الأنشطة الدعوية المفيدة وكذلك الكتب الإسلامية التي تنفعها، والأشرطة والمحاضرات التي تستفيد منها، وكذلك تعريفها بالأخوات الصالحات، حتى يزداد إيمانها ويقوى يقينها، وتلتزم بالإسلام سلوكا عمليا في حياتها، وأنت تظل بعيدا عنها لأنه لا يجوز لك شرعا أن تتعامل معها عن قرب إلا بعد ارتباطك بها شرعا، وحتى لا تتعلق عاطفيا بك فيحدث بنيكما ما لا يرضي الله تعالى، فنصيحتي لك أن تراقب عن بعد وأن توجه من تراها مناسبة لذلك للارتباط بها ومساعدتها، وإذا كانت ظروفك تسمح من الآن فما المانع أن تتقدم إليها وتتولى أنت هذا المشوار كله، حتى يكون كاملا في ميزان حسناتك، وهذا ما أنصح به إذا كانت ظروفك مناسبة، أما إذا كانت غير مناسبة فأنصحك أن تظل بعيدا، ولا يلزم أن تعرف شعورك نحوها، وإذا كانت من نصيبك الذي قدره الله لك فثق وتأكد أنها ستكون لك لا محالة؛ لأن قضاء الله لا يرد فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، وإذا لم يتيسر لك عقد النكاح الآن فلا مانع من خطبتها فقط، حتى لا يأخذها غيرك، وهم لا يشعرون ولا يعرفون رغبتك فيها، واعلم أن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات