ما رأيكم بالتعارف بين المرأة والرجل وطلب الزواج عبر الإنترنت؟

0 402

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني الأفاضل أريد النصح منكم.

وأنا أجول بين صفحات الإنترنت وجدت موقعا للزواج، وشروطه كلها توافق دين الإسلام، ويصرون على الحفاظ عليها، ولا يتعدون هذا الحد.

حملني الفضول وقلت: أسجل للتجربة وأعاين هل هناك مصداقية في الموضوع؟ ولا أخفيكم إخواني الكرام أني تلقيت رسائل كثيرة يريدون التعرف بقصد الزواج.

واكتشفت أن الأغلبية لهم أغراض أخرى، حتى إني خفت على البنات الصغيرات في السن أن يقعن بين أيديهم، ومن نفس الموقع تعرفت على شاب متدين وملتح ويقول: إنه يخاف الله، ناقشته وناقشني في مواضيع كثيرة تخص الفكر الأسري والحياة الزوجية، وأفكارنا جدا متقاربة، ويقول: بأنه اقتنع في، ويريد أن يتقدم لأهلي في وقت إجازته، والله يعلم بصدق نواياه، خلاف الذي يوجد بيننا، هو أنه يصغرني ببضعة أشهر، وأنه من بلاد عربية غير بلادي، وشيء آخر أني أحس أنه أقوى مني إيمانا، وهذا أعجبني لأنه سوف يساعدني في تقوية إيماني أكثر وهو دوما ينصحني، وأنا توجهت إليكم بعد الله، للاستفادة من نصحكم، وجزاكم الله خيرا.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:

فلا تقبلي بهذا ولا بغيره إلا إذا طرق الباب، وقابل أهلك الأحباب، ووجدت في نفسك ميلا إليه بعد حصول الرؤية الشرعية، واعلمي أن الكلام المعسول يجيده كل أحد، ولكن العبرة بمطابقة الأقوال للفعال، بعد التمسك بدين الكبير المتعال، ومرحبا بك في موقعك، واعلمي أننا لك في مكان العم والخال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال.

وأرجو أن تبتعدي عن أمواج الإنترنت العاتية، فما أكثر الصرعى والغريقات، ونسأل الله أن يحفظ شبابنا وفتياتنا من الآفات.

وأرجو أن يعلم الشباب والفتيات أن الحياة الزوجية بنيان كبير، ورحلة طويلة، ولا يمكن أن تؤسس على أكوام العاطفة، لأنها مثل أكوام الرمال، ولذلك لابد من تقديم العقل بعد التقيد بأحكام الشرع، ومن هنا فنحن ننصحك بإيقاف الاتصالات حتى يأتي إلى داركم ويتعرف على أهلك، ويعرفهم بنفسه وأسرته ومكان عمله، ويعطيكم فرصة للسؤال، ومن حقه أن يسأل عن أحوالكم من جيرانكم أو من غيرهم، مع ضرورة النظر للموضوع بطريقة شاملة، ودراسة إمكانية الارتباط بشاب من بلد آخر، وهل هناك تطابق أو تقارب في العادات والتقاليد والاهتمامات.

وليس من قصدنا أن نظلم ذلك الشاب، ولكن من الضروري أن ننبه إلى أن عالم الإنترنت مليء بالخديعة والكذب، وفي الشباب ذئاب وهم متمرسون في ممارسة الكذب ولبوس الحالة المناسبة لكل فتاة، فإن وجدوا من تحب الدين أظهروا ميلهم إلى الدين وصلتهم بأهل العلم، وإن صادقوا من تحب الغناء والمجون كلموها عن آخر الألبومات والإصدارات، ولا يخفى عليك أن العلاقات مع الشباب ولو عبر الإنترنت تجلب للفتاة الأزمات والمشكلات، والشيطان يستدرج ضحاياه، وربما شجعهم على التواصل من أجل التناصح، وينتظر في نهاية الطريق للغواية.

فاتقي الله في نفسك، واعمري وقتك وحياتك بالطاعة والعبادة، واقتربي من والدتك وأهلك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.


مواد ذات صلة

الاستشارات