الموقف الطبي من الجمع بين أدوية الرهاب

0 377

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مرضي مشخص بالرهاب الاجتماعي، ووصفت لي أدوية هي جيدة، لكن لا تناسبني، وهي 10 سبرالكس، وأيضا سيروكسات 20 كل على حدة، ليست مع بعض، سبرالكس فترة 5 شهور، وسيروكسات 8 شهور، وهي حقيقة تسبب لي النعاس، والنوم الزائد، والسمنة؛ مما أثر على نشاطي وأدائي لواجباتي، فهل يصلح تناول 150 زولوفت مع إيفكسر 75؟ وهل هي مفيدة أو زولوفت 150 مع فلوزاك، مع أني أرى الفلوزاك لا يفيد في الرهاب الاجتماعي، لكن لا يؤدي إلى الكسل، وزيادة النوم المفرطة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: كما ذكرنا في أوقات سابقة فإن الأدوية النفسية ربما تناسب إنسانا ولا تناسب إنسانا آخر، بمعنى أن لكل إنسان الدواء الذي يناسبه، وهذا لا نستطيع معرفته إلا عن طريق التجربة، ونسأل الله تعالى أن يتم اكتشاف الخارطة الجينية بصورة كاملة؛ لأن من خلال هذه الخارطة ربما يستطيع العلماء تحديد الدواء الذي يناسب كل إنسان.

وبالنسبة للسيروكسات والسبراليكس فمن الواضح أنك قد اتخذت القرار بأنها ليست أدوية مفيدة بالنسبة لك، ولا بد من جانبنا أن نحترم هذا القرار، أما فيما يخص أن تتناول الزولفت مع الإيفكسر في نفس الوقت فأنا لا أرى لذلك أي داع، المبدأ العلمي الصحيح هو أن يتناول الإنسان دواء واحدا بجرعة صحيحة، والحالات التي نجمع فيها بين دوائين أو أكثر هي حالات قليلة، وتكون من النوع المستعصي، والذي أود أن أقترحه لك هو أن تتناول الزولفت، والزولفت علاج ممتاز وفاعل جدا، لا تبدأ بجرعة 150 ملم، إنما ابدأ بجرعة 50 ملم يوميا، ثم بعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى 100 ملم، ثم بعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى 150 ملم، وهذه تعتبر جرعة علاجية ممتازة.

ولا بد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تخفض العلاج بمعدل حبة واحدة أو 50 ملم كل شهرين، وأكرر: لا داعي أن تتناول معه الإيفكسر، وهذا لا أعتقد أنه سوف يزيد من فعالية الدواء، وإن كنت أقول لك: ذلك ليس ممنوعا من الناحية العلمية، ولكنه ليس هو الأمر المفضل، وأما إذا أردت أن تتناول الإيفكسر وحده فهو أيضا دواء جيد وفعال، والدراسات الآن تشير أنه مفيد جدا في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، يمكنك أن تبدأ بجرعة 75 ملم إذا كان هذا هو الدواء الذي تفضله، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى 150 ملم، ثم بعد شهر ارفع الجرعة إلى 225 ملم، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالات الرهاب الاجتماعي.

ويستمر الإنسان على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يبدأ التخفيض التدريجي وهو تخفيض الجرعة بمعدل 75 ملم كل شهرين، ثم بعد أن تصل إلى الجرعة الأخيرة يفضل أن تتناول ½ 37 ملم يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن العلاج.

وبالطبع لا داعي لاستعمال الفلوزاك، وكما ذكرت لك الخيار الأفضل هو أن يكون الدواء من نوع واحد، وبجرعة صحيحة.

عليك بممارسة الرياضة؛ لأن الرياضية تعطي طاقات نفسية وجسدية جيدة وتقلل من النوم الذي لا ضرورة له، وعليك بالتواصل الاجتماعي، وعليك أن تكون فعالا في حياتك، وأن تشعر أن حياتك أصبحت ذات معنى، وذلك بالإرادة، والإدارة الجيدة للوقت.

أسأل الله لك الشفاء وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات