السؤال
لدينا طلاب من الصف الرابع (10 سنوات) إلى الصف السادس (12سنة) سيتم إعطاؤهم برنامجا حول المهارات التالية:
(مهارات حياتية) أو (مهارات حل مشكلات) أو (معرفة ذات) أو (اتخاذ القرار) أو (تنظيم الوقت).
فهل من المناسب إعطاؤهم تلك المهارات؟ وهل تناسب أعمار الطلاب؟ وهل يوجد اقتراحات أخرى تناسب أعمار الطلاب؟
وإذا كان من الممكن أن أعرف ما هي خصائص كل مرحلة عمرية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المهارات المذكورة مناسبة لأولئك الأطفال، مع ضرورة الإشراف المركز عليهم حتى نستطيع أن نضع أيدينا على جوانب التميز عند كل طفل، وطلاب اليوم يعلمون ما لم يكن يعلمه من هم في عمر آبائهم.
ولا شك أن معرفة المواهب الخاصة بكل طفل هي أقصر طرق النجاح والفلاح، ورغم أن هذه المرحلة تتكئ على ما سبقها، والأسرة الناجحة تترك لأبنائها حق اختيار الألعاب، وبهذه الطريقة يسهل اكتشاف الميول، ولا مانع من تحريضهم على شراء ألعاب تنمي عندهم مهارات التركيز والتفكير، وتشجيعهم على اللعب مع أقرانهم.
لا شك أن هناك فروقا فردية بين الأطفال، ولكن هناك مهارات سابقة لهذه المرحلة، مثل مهارات رصف الأشياء فوق بعضها، ومهارات الخروج من المكان، ومهارات التفريق بين الأشياء المتشابهة، ومهارات حمل أكثر من شيء وفي وقت واحد، إلى غير ذلك من المهارات التي تذكر في المرحلة الأولية.
وأرجو أن نعلم أن هنالك مهارات في النطق، ومهارات في القدرة على التعامل مع الأقران، ومعرفة حدود الملكية، والأخذ والعطاء.
وأرجو أن أؤكد أن لأطفالنا قدرات كبيرة، لكننا نقتلها فيهم، فقد نمنع الطفل من الأكل خوفا على أثوابه والمكان، وربما قتلنا فيه روح الاعتماد على النفس بمنعه من ارتداء الثوب والحذاء، والصواب في كل ذلك أن نأتي له بقميص ليس فيه أزرار كبيرة حتى لا يتعب في لبسه.
ومن المهارات المهمة مهارات البيع والشراء وإرجاع الباقي، ومهارات الخروج من الإشكالات، وإخراج الكرة إذا سقطت في مكان صعب؛ لأننا نخطئ عندما نخرجها له ونقوم بالعمل كاملا، ومن المهم جدا تنمية المهارات المتعلقة بالحوار، فنحن في عصر ترتفع فيه أهمية الحوار والإقناع، وكما قيل: إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، وحبذا لو قمتم بالاهتمام بمهارة القراءة فإنها مفتاح للخبرات، والذي يقرأ يضيف أعمار وخبرات الآخرين إلى عمره وخبرته.
أما الحديث عن خصائص المراحل العمرية فإنه يحتاج إلى تفصيل كثير، ونوجهك إلى الكتب المختصة بذلك، ولكن عموما تعتبر السنوات الثلاث الأولى مهمة جدا وهي مرحلة لا تخلو من العناد، وليس كل العناد مرفوضا؛ لأن شخصية الطفل تتكون في تلك المرحلة، وعليه فلا يمكنك اعتبار العناد مرضا إلا إذا زاد عن الحد، وغالبا ما نكون نحن السبب في ذلك، وإذا وجد الطفل الحرية والأمن والتقدير والعدل، وأتيحت له فرصة للحركة واللعب فسوف يتغير، وهذه مراحل تكون فيها قدرات الطفل على الحفظ عالية.
ونسأل الله أن يصلح النيات والذريات.