السؤال
السلام عليكم.
تعرفت على شاب في الجامعة، وهو مستعد ليتقدم لخطبتي، ولكنني رفضت تقدمه حاليا حتى أكمل دراستي، فوافق بشرط أن تستمر اتصالاتنا ولا ننقطع بالرسائل حتى يحين وقت تقدمه، مع أنني لم أكلمه سوى 3مرات فقط.
كان شرطه بحجة التعارف أكثر، فرفضت ولم أكلمه بعدها، مع أنه حاول الاتصال بي أكثر من مرة فلم أرد.
سؤالي: هل أنا مخطئة؟ وماذا أفعل؟ مع العلم أنني في السنة الثانية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أحسنت برفضك للتواصل دون وجود مظلة شرعية، وقد أحسن الشاب في رغبته في التقدم، وأرجو أن يكرر المحاولات، وأن يصل إلى أهلك فإن في ذلك مصلحة للجميع، فإن طرق الباب هو أول وأهم خطوات التعرف على الشاب وأهله، وفي طرق الباب دليل على صدق الرغبة من الشاب، وفيه فوائد عظيمة للشاب؛ لأنه يستطيع أن يتعرف على أهل الفتاة حتى لا يفاجأ بالرفض، وقد تفاجأ الفتاة أيضا بأن أهلها قد أعدوا لها شريك المستقبل.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الزواج لا يعيق الدراسة خاصة إذا كان الشاب في أسرة ميسورة تستطيع أن تعينه وتأخذ بيده، وهناك تجارب كثيرة لناجحين في الدراسة بعد الزواج، وهذا أمر طبيعي؛ لأن في الزواج استقرار وسعادة، وإذا كان الشاب لا زال مستمرا في رغبته، فأرجو أن يسارع بعرض الأمر على أهله، وحبذا لو جاء ببعض أهله إلى داركم، فإن في التقيد بهذه الآداب فوائد عظيمة للجميع.
ولا تستطيع أن نقول أنك مخطئة، ولكننا ننصحك بعدم رد الخطاب خاصة إذا جاء الرجل المناسب في دينه وأخلاقه؛ لأن الفرص قد لا تتكرر، والمرأة لا تسعد بشهاداتها ولا بأموالها، ولكن سعادتها تكتمل بعد الإيمان بتحقيقها لأمومتها ودخولها إلى بيتها، كما ننصحك بالاقتراب من أسرتك، والاستفادة من آرائهم، وخاصة الأم، واعلمي أن رفض الفتاة للكلام مع الشاب وإصرارها على إدخال الأهل يزيد من ثقة الشاب فيها ويكسبها ثقة أهلها، وقبل ذلك رضوان الله، أما إذا قدمت الفتاة تنازلات فإنها تفقد بريقها عند الشاب حتى لو ارتبطت به بعد ذلك.
وأنا في الحقيقة سعيد بحرصك على البعد عن مواطن الشبهات، وأتمنى أن تستخيري في كل أمورك من بيده الخيرات ثم مشاوراة أهل الخبرة والأهل والصالحات.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.