السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
منذ سنة دخلت الشات لمجرد الاستطلاع، فتعرفت على شاب عمره 18 عاما، وقد أخذت إيميله وأخذ إيميلي، وحتى الآن نتكلم في أمور عادية في الحياة، حيث يتحدث هو عن كليته وأتحدث عن مدرستي، علما أنه محترم، فهل الكلام في حد ذاته حرام؟ وهل سنحاسب على هذا الكلام رغم أنه كلام عادي؟ وقد سمعت كثيرا من الناس يقولون أن كلام البنت مع الولد حرام، فهل هذا صحيح؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، نحن سعداء باتصالك بنا مرة أخرى، وسنكون أكثر سعادة إذا اتصلت بنا أكثر وأكثر في أي أمر وفي أي موضوع وفي أي وقت، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم وأن يصلح حالك.
وبخصوص ما ورد برسالتك:
فإن سنة الله في خلقه أن يميل الرجال إلى النساء، وأن تميل النساء إلى الرجال في أي مرحلة من مراحل السن والعمر، وهذا عامل مهم من عوامل بقاء الجنس البشري، وإلا ما كان لأي رجل أو امرأة أن يتزوجا ويؤسسا أسرة لولا هذا الميل الفطري والشعور بالحاجة إلى الجنس الآخر، والراحة في الحديث معه، فهذه أمور فطر الله الناس عليها، ولقد وضع الله ضوابط لهذه العلاقة، وأحاطها بسور كبير وعظيم من الضوابط الشرعية حتى لا يعبث الناس بالأعراض.
ومن الضوابط التي وضعها عدم الإكثار من كلام المرأة مع الرجل لغير حاجة أو ضرورة شرعية؛ لأن الكلام عادة ما يبدأ بريئا وبعيدا عن أي شيء حرام، ثم ينشأ التعلق القلبي ويبدأ كل طرف يميل للآخر ويشعر بالراحة والسعادة إذا تكلم معه، ثم يشغل نفسه بالتفكير به ويتمنى لو كلمه كل دقيقة، وهذه هي بدايات الحب والتعلق المحرم، وهذا ما سوف يحدث معك قطعا مهما حاولت أن تدافعي الآن، وبذلك يصبح الحلال حراما؛ لأن الشيطان لا يأتي الإنسان ويقول له ازن أو اسرق أو اقتل، وإنما يستخدم معه التدرج من النظر والكلام والسلام والمصافحة والخلوة، ثم يقع المحرم الأكبر، وهكذا جميع المعاصي.
ولذلك أنصحك بالتوقف فورا وبلا تردد وبلا نقاش، فلا تتصلي به حتى ولو حاول هو هذا، وبدلا من أن تتكلمي معه أو مع غيره من الشباب ركزي كل كلامك على الكلام مع البنات والنساء من أمثالك، فهن في أمس الحاجة إلى الدعوة والنصيحة والتعرف على بعض، فهذه نصيحتي لك.
وأعتقد أنك تفعلين ذلك من وراء أهلك، وأنهم يستحيل أن يرضوا بذلك حتى ولو كانوا أشخاصا عاديين، وأن أخاك أو أي أخ لا يرضى مطلقا أن تكلم أخته شابا غريبا لا في النت ولا في غيره، وأنت فتاة مسلمة صالحة تحبين الله ورسوله وتجتهدي في معرفة الحلال من الحرام، فالواجب عليك من أجل الله وحده ومحبة في الله ورسوله، ثم احتراما لأهلك أن تتوقفي فورا وبلا مقدمات عن الكلام مع هذا الشاب أو مع أي شاب أو رجل آخر، لا في النت ولا في غيره، حتى يأتيك الشاب الصالح المستقيم الذي يطرق بابك بالحلال، ويطلبك من أهلك بالطريق المشروع والمعتاد، وبذلك تكونين أسعد زوجة، ولك الفخر والشرف أنك لم تكن لك علاقات محرمة مع أي رجل، فتشعرين ساعتها بالعزة والسعادة والرفعة.
والله الموفق.