العلاقة بين قرحة المعدة والحالة النفسية للإنسان - حالات الهلع وضيق التنفس وتأثيراتها على الحامل والجنين

0 600

السؤال

السلام عليكم.

إلى الدكتور محمد عبد العليم ـ حفظه الله ـ.

ما علاقة قرحة المعدة بالقلق والاكتئاب؟ وما هي الميكانيكية في جسم الإنسان التي من جرائها تحصل قرحة المعدة بسبب الضغط النفسي أو تزيد من أعراضها؟ وهل لذلك علاقة بمقاومة الجسم ومناعته إذ أني قرأت حكمة لطبيب يقول فيها: (إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكل، إنها تأتي مما يأكلك) أي من الهم والتوتر والخوف؟

وإذا كانت قرحة المعدة لها علاقة بالضغط النفسي فكيف لنا أن نتجنب حدوثها لا قدر الله؟ هل هناك أدوية نفسية تستخدم للوقاية من ذلك أم نكتفي بمضادات الحموضة المعروفة مثل نيكسيوم؟

وهل تؤدي نوبات الهلع المصحوبة بضيق في التنفس والتعرق والضيقة -وكأن المنية قد دنت- إلى خطر على المرأة الحامل وعلى جنينها إذا ما حصلت لها أثناء حملها؟

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، بالنسبة لقرحة المعدة وأسبابها، هنالك عدة أسباب وقد ذكر الكثير عن العلاقة بين الإصابة بقرحة المعدة والحالة النفسية للإنسان، هنالك دراسات يمكن أن نقول أنها معتبرة وموثقة تشير إلى أن القلق النفسي المستمر أو الشخصية القلقة - هنالك شخصيات تحمل نواة القلق منذ وقت مبكر في الحياة- ربما تكون أكثر عرضة لقرحة المعدة، لا نقول أن القلق في حد ذاته يسبب ولكن نقول أنه أحد العوامل المساعدة لأن يكون الإنسان عرضة لقرحة المعدة.

قرحة المعدة في بعض الحالات تشخص تحت الحالات النفسوجسدية، وذلك يعني أن الحالة هي حالة عضوية في الأصل، ولكن تكون العوامل النفسية قد لعبت دورا في ذلك.

الاكتئاب لا يلعب دورا أساسيا فيها، ولكن القلق ربما يلعب دورا كما ذكرت ذلك، وذلك من خلال تنشيط إفراز الأحماض، وتجمع هذه الأحماض يعرف عنه أنه يؤدي إلى الإصابة بقرحة المعدة وما ذكره الطبيب يمكن أن نقول أنه كلام صحيح يمكن اعتباره، وبالطبع لا علاقة للأكل بقرحة المعدة مطلقا، إنما بعد أن يصاب الإنسان بهذه القرحة عليه أن يتحفظ ويمتنع عن بعض أنواع الطعام؛ لأن هذه الأطعمة ربما تكون أحد المثيرات وليس المسببات.

إذن الهم والتوتر والخوف والقلق يعتبر من العوامل التي تساعد على الإصابة بقرحة المعدة لدى الأشخاص الذين لديهم الاستعداد، وبجانب نظرية ازدياد ورفع الحموضة هنالك نظريات تشير أن الحالات النفسية ربما تقلل من المناعة بصفة عامة لدى الإنسان، ولكن هذا لم يثبت بالصورة القاطعة.

الأدوية المضادة للقلق والتوتر تساعد في تخفيف أعراض قرحة المعدة ولكن لا نستطيع أن نقول أنها تمنع حدوثها، هذا لا، ولكن إذا حدثت القرحة نقول أن الأدوية المضادة للقلق والتوتر تساعد كثيرا في الشفاء منها، ومن الأشياء التي قد تمنع حدوث القرحة هي الوسائل العلاجية النفسية الأخرى، فهي تساعد في منع الإصابة، وكذلك إذا حدثت الإصابة بالقرحة سوف تمنع من ازدياد الأعراض، وهذه هي: التفريغ النفسي، بمعنى أن الإنسان تكون لديه القدرة على التعبير عن ذاته خاصة في بعض المواضيع والأشياء التي لا ترضيه، وأن تكون للإنسان القدرة على الاسترخاء في وقت القلق والتوتر، وكذلك ممارسة الرياضة..هذه تساعد كثيرا في تخفيف أعراض المعدة وكذلك أعراض القولون العصبي، وبالطبع إذا أصيب الإنسان بالقرحة وكان قلقا سوف تساعده الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، ولكن لا نستطيع أن نقول أن هذه الأدوية مانعة أو سوف تمنع حدوث القرحة.

بالنسبة للسؤال الثاني؛ وهو العلاقة بين نوبات الهلع والهرع الذي يؤدي إلى ضيق في التنفس وأثر ذلك على الجنين بالنسبة للمرأة الحامل، لا نقول أن هنالك تبعات سلبية فيما يخص استمرار الحمل، ولكن قطعا إذا حدثت هذه الحالة لأول مرة في أثناء الحمل ربما تكون مخيفة جدا للمرأة، ولا أقول أنها سوف تؤدي إلى إجهاض أو شيء من هذا القبيل، ولكن يجب أن تعالج.

فخلاصة الأمر أن هذه النوبات لا تشكل خطرا حقيقيا على المرأة، ولكن بالطبع علاجها هو الأفضل حتى تكون الأم مرتاحة؛ لأن الراحة النفسية والجسدية تنعكس إيجابا على الجنين وعلى الحمل بصفة عامة، ويعرف تماما أن المرأة التي تعاني أصلا من نوبات الهلع والهرع يعرف أن هذه النوبات تقل في أثناء الحمل، وهنالك دراسات تشير إلى ذلك، وحتى إذا حدثت هذه النوبات في أثناء الحمل وكان للمرأة تجارب سابقة معها وتم شرح الحالة بالنسبة لها مسبقا فقطعا سوف يكون تحملها لحالات الهرع ونوباتها أثناء الحمل أفضل من حدوث النوبة الأولى.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات