السؤال
ما تعريف الذكاء؟ وكيف يعرف الإنسان بأنه ذكي أو لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الدوسري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا أحب أن ألجأ إلى التعريفات الأكاديمية للذكاء، ولكن أعتقد أن التعريف العام والمبسط سوف يكون هو الأفيد:
فالذكاء هو المقدرات المعرفية والاستيعابية للشخص ومدى مقدرته للاكتساب للمعلومة وتحليلها والاستفادة منها.
وقد أضاف البعض أيضا أنه: المقدرة التي يكتسبها الإنسان من أجل التوافق الاجتماعي والنضوج الوجداني، بمعنى: أن الذكاء هو المقدرة العقلية أو الذهنية التي من خلالها نستوعب ونعرف المعلومات التي في محيطنا، وكيف نستفيد من هذه المعلومات من أجل تسيير أمور حياتنا والتوافق مع أنفسنا والتوافق مع الآخرين.
والذكاء لديه مقاسات ومن المقاسات المشهورة جدا أن الذكاء ينقسم إلى نوعين – هذا بالنسبة للذكاء العقلي -: فالأول: الذكاء اللفظي وهو الذي يعني به الكلامي، والثاني: الذكاء الذي يقوم على الأداء على التنفيذ والتطبيق العملي للأشياء. وهنالك طرق – كما ذكرت – لقياس الذكاء يقوم الأخصائي بقياس الذكاء اللفظي ثم بعد ذلك الذكاء العملي، ويحسب المتوسط ويعطى الإنسان الدرجة التي قام بأدائها فيما يخص مستوى الذكاء لديه.
ويقسم الذكاء من هذه الناحية إلى: ذكاء مرتفع أو فوق المعدل، ثم يأتي الذكاء العادي، ثم بعد ذلك ما يعرف بالذكاء الحادي، بمعنى أن الإنسان هو ما بين المقدرة المعرفية الكاملة والتخلف العقلي، والتخلف العقلي أن مستوى الذكاء منخفض لدى الإنسان وهو ينقسم إلى: تخلف بسيط وتخلف متوسط وتخلف شديد وتخلف شديد جدا، ولكل درجات حسابية معروفة.
ومعرفة الإنسان بأنه ذكي بالطريقة التي يستوعب بها الأمور وما يعتقده حول نفسه من مقدرات، ومقدرات الحفظ يمكن أن يكون من المقايسات المعروفة علما بأن الحفظ ليس وسيلة دقيقة لقياس الذكاء. وكذلك ما يعتقده الآخرون عن الإنسان يعتبر أيضا وسيلة لأن يعرف الإنسان هل هو ذكي أم لا.
ما أنجزه الإنسان في حياته العملية والتعليمية والأكاديمية والاجتماعية أيضا ربما يكون هو انعكاس على مستوى مقدراته العقلية أو ذكائه.
أيضا هنالك نوع من الذكاء يعرف باسم الذكاء العاطفي، وهو يختلف تماما عن الذكاء العقلي، فالذكاء العاطفي هو الطريقة التي نتواءم بها مع أنفسنا ومع الآخرين، فهي الطريقة التي نتعامل بها، فالإنسان الذي لديه درجة مرتفعة من الذكاء العاطفي دائما يقبل نفسه ويحاول أن يطور نفسه كما أنه مقبول لدى الآخرين ويقدر مشاعرهم وقيامهم ولديه القدرة على التواصل، ولذلك تجد أن هذا الإنسان دائم الحضور ويذكر بالخير، فهذا من الذكاء العاطفي وليس من الذكاء العقلي.
فهذا هو الذي أردت أن أقوله، وأسأل الله تعالى أن يكون مفيدا بالنسبة لك.
وبالله التوفيق.