تناول الهيبرسين باعتباره علاجا فعالا للرهاب الاجتماعي

0 492

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة الأطباء/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو مساعدتي في هذه المشكلة.

أنا مريض بالرهاب الاجتماعي منذ فترة طويلة، وعلمت من تجربتي في العلاج أن أفضل العقاقير المستخدمة هي ما تعرف بمثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (select.ive serotonin reuptake inhibitors )

ولكني علمت بأن لهذه العقاقير أعراضا جانبية قد تدوم طوال العمر (مثل البرود الجنسي وضعف الاستثارة الجنسية).

ثم سمعت عن عقار الهيبرسين(Hypercin) المستخلص من حشيشة القلب (Hypericum perforatum) وأنه من مضادات الاكتئاب ولا توجد له أعراض جانبية، ولكنه يعمل على الأدرينالين والنورأدرينالين، ولا يعمل على السيرتونين حسبما فهمت من نشرة الدواء.

والسؤال هو: هل يصلح عقار الهيبرسين كعلاج فعال للرهاب الاجتماعي وكبديل لمثبطات استرجاع السيرتونين الانتقائية؟

أرجو المساعدة، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لا شك يا أخي إن أفضل علاج للرهاب الاجتماعي هو العلاج السلوكي؛ ويقوم العلاج السلوكي على المواجهة وعلى تحقير فكرة الخوف ذاته، وأن يعتقد الإنسان أنه ليس مراقبا وليس مرصودا من جانب الآخرين، وعلى الإنسان أن يفهم أن هنالك مبالغة في الأعراض التي يعاني منها أو على الأقل الطريقة التي يستقبل بها هذه الأعراض، وعلى الإنسان أن يدفع نفسه دفعا للتواصل والتمازج والتفاعل الاجتماعي...فهذا مهم جدا في علاج الرهاب الاجتماعي.

بعد ذلك تأتي الأدوية فهي فعالة ومفيدة، وتفيد الإنسان في مواصلة العلاج السلوكي وتشجعه على ذلك، ولكن الأدوية لوحدها تفيد في وقت تناولها ولكن حين يتوقف عنها الإنسان قد تأتي الانتكاسة إذا لم يدعم علاجه بالعلاج السلوكي كما ذكرت.

أول دواء تم اكتشافه لعلاج الرهاب الاجتماعي بفعالية هو دواء تفرانيل، وهو يعمل على النورأدرنلين وعلى السيرتونين في نفس الوقت وهو من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وبالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي لابد أن تكون الجرعة 150 ملجم في اليوم أو أكثر، ثم بعد ذلك أتت الاكتشافات والتي أثبتت أن مثبطات استرجاع السيرتونين الانتقائية هي فعالة جدا لعلاج الرهاب الاجتماعي وبقية أنواع الخوف والقلق، وبالطبع قيل وشاع الكثير عن الآثار الجانبية المضرة لهذه الأدوية موضوع البرود الجنسي والضعف الجنسي، نعم هذه الأدوية قد تسبب ذلك ولكن بنسبة قليلة جدا، ومعظم الذين تضخمت لديهم الشكوى من الضعف الجنسي كان العامل النفسي عاملا أساسيا، وذلك بجانب فعالية الدواء نفسه، وهذه الأعراض الجانبية خاصة الصعوبات الجنسية تتفاوت من إنسان إلى آخر وتتفاوت أيضا بين الأدوية، على سبيل المثال ربما يكون السيروكسات هو أكثر الأدوية التي ربما تسبب هذه الصعوبات الجنسية، وهي صعوبات وقتية وليست دائمة، ويعتبر الفافرين هو أقل الأدوية التي تسبب هذه الآثار الجانبية السلبية.

الهيبرسين (Hypercin) هو في الأصل أحد مضادات الاكتئاب ولكن ليس بالقوة وليس بالفعالية التي تتميز بها الأدوية المستخلصة أو المركبة كيميائيا، هو فعال للاكتئاب البسيط إلى الاكتئاب المتوسط، ولكن قطعا لا يفيد كثيرا الاكتئاب الشديد وكما تفضلت أنه يعمل على الأدرينالين والنورأدرنلين ولكن في نهاية الأمر حتى العمل على النورأدرنلين والأدرينالين يؤدي أيضا إلى بعض التأثيرات على السيرتونين، بمعنى أنه نقول أن هذه الأدوية ربما تكون تعمل فقط في بدايات الأمر على السيرتونين أو على النورأدرنلين ولكن الإفرازات الثانوية لهذه الأدوية تؤثر أيضا على الموصل العصبي الآخر.

عموما نظريات الاكتئاب لا زالت ليست بالدقة أو محسومة من الناحية العلمية الكاملة ـ هنالك من يرى أن هنالك دورا أكبر للسيرتونين، ولكن ما زال من يرى أن النورأدرنلين أيضا لا يمكن تجاهله، وهنالك من يتكلم الآن عن مادة القابا، وهنالك أيضا من يتكلم عن مادة ( B) أو (ب).

عموما: هنالك توجهات مختلفة، ولا يستغرب أن يفيد هذا الدواء -الهيبرسينHypercin- في علاج المخاوف والرهاب، وحتى وإن كان يعمل على الأدرينالين لأن التفرانيل كما ذكرت لك وهو في الأصل يعمل على الأندرينالين والنورأدرنلين والسيرتونين، ولكنه يعمل على النورأدرنلين بصورة أكبر، هو أول دواء تم اكتشافه وترخيصه لعلاج الرهاب والمخاوف الاجتماعية.

إذن أخي لا مانع مطلقا أن تتناول الهيبرسين كعلاج فعال للرهاب الاجتماعي، وحسب تجربتي الشخصية ربما يفيد بعض الناس وربما لا يفيد الآخرين، وهنا تعتبر التجربة خير برهان، ونحن كثيرا ما نصف بعض الأدوية لبعض الإخوة ونعتقد أنها هي الدواء الأفضل أو هي الأدوية الأحسن، ولكن يتضح أنها ليست هي الأحسن، وحين نقوم بتجربة دواء آخر يكون أقل فعالية حسب ما هو مذكور في المراجع والكتب فإنه قد يفيد هذا الإنسان بصورة فعالة جدا.

إذن: التفاعل الشخصي يعتبر عاملا أساسيا وضروريا في النتيجة النهائية لاستعمال الدواء فيما يخص التحسن من عدمه، أقول لك: حاول أن تأخذ هذا العقار على بركة الله، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وفي حالة أنك لم تستفد منه كثيرا أعتقد أن الفافرين سوف يكون علاجا جيدا بالنسبة لك؛ لأن الفافرين في الأصل لا يؤثر كثيرا على المعاشرة الزوجية وعلى الناحية الجنسية.

وفي الختام: أرجو الحرص على الوسائل الغير علاجية.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات