السؤال
منذ سبع سنوات ظهر في جسمي فطر النخالية المبرقشة، وراجعت أكثر من عشرة أطباء، واستعملت جميع مركبات الكينازول والكيتوكينازول، وشامبو جلدي، ولكن يعود الفطر للظهور ثانية، فلم أجد لي مقصدا إلا شبكتكم بعد كل العناء؛ لأني قطعت أملي من الشفاء منه، أرجو أن تذكروا لي دواء له؛ لأن الأدوية التي استعملتها لم تنفع، ويا ليت يكون حبوبا لأنني كرهت الكريمات، وعندما أتعرق يسبب لي حكة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بما أنك قد زرت عشرة أطباء وكلهم أجمعوا على أن التشخيص هو النخالية، فسيكون جوابنا موجها لكم باعتماد تشخيصك الذي ذكرت، حيث أنك لم تذكر شيئا من الأعراض، وسنعتبره أنه ما نسميه النخالية المبرقشة أو الملونة، علما بأنها تسمى في بعض دول الخليج أيضا بالبهق أو البهاق.
والنخالية المبرقشة تتظاهر ببقع بنية اللون، وذات وسوف تشبه البودرة أو الملح تكون واضحة أكثر بعد حكها، وهذه البقع البنية تأخذ أشكالا عديدة ومتنوعة ومختلفة، وتنتشر إن لم تعالج، وتشخص بالفحص المجهري المباشر ورؤية العناصر الممرضة.
النخالية المبرقشة تعتبر شافية إن اختفت الوسوف وإن بقيت آثارها التي غالبا ما تكون بقعا ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ.
النخالية المبرقشة أو الملونة غالبا ما تصيب بعض الأشخاص دون الآخرين، ومع أنها مرض معد ولكن لوجود قابلية فردية عندهم.
إن النخالية المبرقشة هي مرض ناكس، أي يصيب الإنسان أكثر من مرة؛ لأن الشخص نفسه عنده القابلية لتقبل هذه الإصابة، والتي قد تعود إليه من ملابسه أو من ملامسيه، أو من البذور الطائرة في الهواء، ولكن غالبا ما تعود عندما يكون الجسم مهيأ لها، أي أنه رطب متعرق، وهذا متوفر صيفا أو عند من يعملون خارج المكاتب أو الرياضيون أو غيرهم ممن تتقبل جلودهم العدوى وإنبات المسبب للمرض.
تعالج الحالة الموضعية بالصابون الصفصافي الكبريتي (ساليسيليك أسيد سالفار سوب) وذلك بالغسل اليومي وإتباع ذلك بكريم كانيستين، أو بيفاريل مرتين يوميا، ولا ننسى غسل الملابس وكويها لمنع العدوى منها، وتستعمل هذه الكريمات طالما دعت الحاجة، وخاصة صيفا، وإن استعمال الكريم المتكرر على جلد طبيعي لن يفيد أكثر، ولكن استعمال الصابون المذكور قد يمنع عودة المرض، وإن كان استعماله يعتبر وقائيا.
أما الحالات المتوسطة من التينيا فتعالج بالشامبو المضاد للفطريات، مثل إيكونازول، ويتبع باستعمال الكريمات سالفة الذكر.
أما الحالات الشديدة فتعالج بالحبوب المضادة للفطريات، مثل إيتراكونازول (تحت إشراف طبي) حبة مرتين يوميا لمد أسبوع تكرر عند اللزوم (تحت إشراف طبي أيضا). وهي جيدة جدا وفعالة، ولكنها غالية، وتحتاج عمل تحليل للتأكد من وظائف الجسم قبل تناولها، ولذلك يفضل أخذها تحت إشراف طبيب كما ذكرنا.
أما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي، ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بمحرضات تشكيل اللون، وعلى رأسها العلاج الضوئي الكيميائي، أو العلاج الضوئي، أي بالتعرض الدوري المتزايد، إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.
وعند نكس المرض بسبب رطوبة الجو أو القابلية عند المريض للعدوى يعاد العلاج من جديد، ولا يعتبر ذلك فشلا للعلاج بل يعتبر عدوى جديدة.
إذن:
قد تكون مشكلتك إما في عدم تحسن المرض لشدته وعندها يجب تشييك أو تقييم المناعة عندك ولكن هذا أمر مستبعد لأنك لا تشكو من مشاكل صحية عامة معلومة كالإنتانات المتكررة والحرارة المتكررة وغيرها
أو تكون في نكس المرض بعد التحسن وعندها يجب اتخاذ اجراءات الوقاية
أو قد تكون وهو الأرجح نقص التصبغ التالي للنخالية والذي قد يظنه المريض أنه فطر ولكنه في الحقيقة آثار ما بعد الالتهاب ولا يفيد فيه مضادات الفطر بل العلاج الضوئي كما أسلفنا أعلاه.
شفاك الله وعافاك.