الأسباب التي تؤدي بالشخص إلى الغش

0 346

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا).

هذا جزاء من يغش، وهذا هو الحق، وعلى من ارتكب تلك المعصية أن يتوب إلى الله وأن لا يفكر بها مرة ثانية.

الغش خصوصا ما يستعمل في الدراسة لنيل نقطة جيدة، ولكن هل بتلك النقطة يستطيع الإنسان أن يتقدم إلى الأمام؟ أنا أتعجب من قسم يغش معظم تلاميذه ولا يخافون الله، ولا يخجلون من أنفسهم رغم النصح لهم.

ربما هذه إحدى العوامل التي تؤدي إلى فساد المجتمعات وقلة العلماء
والمخلصين وإلى أشياء عديدة، وكذلك من الغش ومن هذه النقطة التي حصل عليها نعرف أن ذلك الشخص لا يهمه سوى المال والمراتب العليا وزينة الدنيا، وهذا أمر مؤسف للغاية.

سؤالي لفضيلتكم يا شيخنا هو: ما هي الأسباب التي تؤدي بالشخص إلى الغش؟ وكيف لا يشعر بالذنب عندما تنصحه بأن ذلك حرام وسيئ؟ وكيف يمكن لذلك الشخص أن يعرف أن ما يقوم به لن يضر به أي شخص إلا نفسه؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ظاهرة الغش في الامتحانات تدل على خلل كبير في تربيتنا لأبنائنا، وهذا ينذر بخطر عظيم، لأننا بذلك نقدم قيادات مزورة ومزيفة ومنهزمة، وتوصل روح الرشوة في نفوسهم، وتؤسس لمجتمع الغش والخداع والنفاق الذي تضيع فيه الحقوق ويظلم الضعفاء، والله سبحانه لا ينصر الأمة الظالمة حتى لو كانت مؤمنة، وقد يؤيد الأمة الكافرة إذا أسست حياتها على العدل والإنصاف وإيتاء كل ذي حق حقه، ولست أدري متى سوف ننتبه لهذه المخالفة الشرعية العظيمة!

لا شك أن من يغش في الامتحانات يخدع نفسه ويسرق مجهود غيره، ومن يرضى بذلك يعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول صلى الله عليه وسلم.

أرجو أن يعلم الجميع أن الذين ينجحون بهذه الطريقة يكونون مصدر شر على أمتهم، لأنهم يحطمون الكفاءات، ويحاربون النجاح والإبداع، ويكون الواحد منهم ضعيفا جدا ومنهزما، فلا يستطيع أن يتخذ قرارات ولا يتيح لغيره أن يفعل ذلك، وإذا علم الطالب أنه يمكن أن ينجح بتلك السهولة فإنه لا ينتبه للدرس ولا يحاول أن يجتهد.

لخطورة الغش وآثاره المدمرة قال صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا). وكأن الذي يغش يمارس الخديعة تجاه الأمة بكاملها، وماذا ينتظر من يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس منا؟! وليت هؤلاء وأولئك أدركوا أن كل ما بني على الباطل فهو باطل، وأن كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به، وليتهم أدركوا أنهم بفعلتهم القبيحة لا يزيدون في أرزاقهم ولكنهم يزدادون ذنوبا.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الثبات على الحق والخير ولا تغتر بما يفعله الغافلون، وإنه لأمر مسعد حقا أن يكون في شبابنا من أمثالك.

سدد الله خطاك ونفع بك وتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات