مشكلة الخجل الشديد عند الطفل، ما علاجها؟

0 621

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفل عمره ست سنوات، وعنده خجل كبير لا أدري ماذا أفعل معه، لا يشارك في الصف، ولا يقبل أن يسلم على أحد، وعندما نذهب إلى مشوار ونقابل أشخاصا يبقى مختبئا بملابسي، لا يقبل أن يتكلم مع أحد، وأرى أن شخصيته ضعيفة، لا يستطيع أن يدافع عن نفسه إذا تحرش به أحد، فقط يبكي، وهو بالبيت يتصرف على غير ذلك أمام إخوته.. يكون قويا.

أرشدوني ماذا أفعل معه؟ لأنني دائمة التفكير فيه وأخاف أن تبقى شخصيته هكذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الابن -حفظه الله تعالى- ربما يكون لديه درجة من الخجل المكتسب، والذي أراه أنه يحس بالأمان المطلق حين يكون معك أو مختبئا في ملابسك -كما ذكرت- وهذا نوع من الالتصاق الوجداني والعاطفي والجسدي تعود عليه الطفل، ويجعله يحس بالأمان والاطمئنان أكثر، ولذا لا يتفاعل بصورة إيجابية مع العالم الخارجي، خاصة التفاعل مع الأقرباء أو الذين لا يعرفهم.

ونصيحتنا لك أن تحاولي أن تبعدي الطفل عنك بقدر المستطاع، ويجب ألا تأخذك عاطفة الأم ويجب أن تتحملي ذلك، أي أن الأمر يتطلب -لا أقول الشدة ولكنه- شيئا من الحزم، فاتركي الطفل بقدر المستطاع على مسافة منك؛ لأن التقارب الجسدي يؤدي إلى التقارب الوجداني والتقارب العاطفي والالتصاق والذي قد يصل لدرجة الاندماج والتوحد الوجداني الكامل، وهذا لا يساعد الطفل في بناء شخصيته.

أيضا حاولي أن تشجعي وتحفزي الطفل حين يبتعد عنك، فمثلا ضعي له الشروط السلوكية بمعنى أن تقولي له: إذا فعلت كذا وكذا سوف أعطيك كذا وكذا، ويمكن أن تلجئي أيضا إلى طريقة النجوم، وهذه الطريقة مفيدة جدا وهي طريقة تحفيزية، فعلى سبيل المثال: ضعي الطفل واتركيه بعيدا عنك في غرفة أخرى لمدة ساعة كاملة، وإذا نفذ ذلك قومي بإعطائه نجمتين، ثم بعد ذلك إذا أخفق في التنفيذ المرة التي تليها اسحبي نجمة منه على سبيل المثال، وفي نهاية الأسبوع ما يكتسبه من النجوم يمكن أن تستبدل له بهدية بسيطة من الأمور المفضلة له.

أيضا يحبذ أن تنمي شخصيته بأن تكلفيه ببعض المهام في المنزل، فعلى سبيل المثال اجعليه يجاوب ويرد على التليفون، اطلبي منه -على سبيل المثال- أن يعطيك بعض الأشياء مثل إحضار كوب من الماء لك، وهكذا، اجعليه يقوم بأشياء ويفعلها لأن ذلك يشعر الطفل بأهميته.

وبالطبع نحن مقدرون ظروفكم جدا في فلسطين العزيزة، ومع تقديرنا لهذا وعذرنا لكم، فبقدر المستطاع يجب أن يتاح للطفل الفرصة لأن يختلط بالآخرين، ومهما كان منزويا أو خجولا أو غير متفاعلا يجب أن يترك مع الأطفال الآخرين، وحين يترك معهم يجب ألا يحس بوجودك، بمعنى أن تكوني بعيدة عنه، وبالتكرار والممارسة سوف يتفاعل مع الآخرين.

هنالك بعض الحالات التي يكون فيها مستوى الطفل متأخرا قليلا أو ليس جيدا، فهؤلاء الأطفال أيضا يركنون دائما إلى الالتصاق بأمهاتهم ويتخوفون من الآخرين، ولكن نرى -كما ذكرت- أن هذا الطفل يكون قويا أمام إخوته فهذا يعني أنه صاحب مقدرات معرفية وذكاء طبيعي، فقط هو لديه نوع من قلق الفراق وقلق الابتعاد عنك.

هذا هو الذي أود أن أقوله، وأسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يوفق الجميع.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات