السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم وجعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم.
قرأت في كتاب للأقصري طريقة أليكس للاسترخاء، وطريقة الشد والرخي لكل الجسم.
فهل هي مجدية؟ وكيف لي أن أصل للاسترخاء؟ وما هي تمارينه التي أفعلها بالبيت؟
وقرأت للدكتور إبراهيم الفقي أن رفع الأصبع السبابة مسافة 25سم انطلاقا من النقطة التي فوق الأنف وبين الحاجبين والنظر إلى الأصبع يوصل الجسم للحظة سكون؛ حيث أن الدماغ في هذه الحالة يكون غير قادر على التفكير حيث أنها منطقة وسطية بين الفص الأيمن والأيسر، وعليه ستصل للسكون أو الاسترخاء فهل هذا صحيح؟
وما رأيكم بأفضل الكتب التي يمكن اقتناؤها بالبيت كي تثقف نفسيا وترشد للتخلص من القلق والهموم وتساعد على الاسترخاء؟ أريد كتبا بعينها أو مؤلفين؛ لأننا بصراحة نقع فريسة للكتب إما الضالة أو الغير مجدية، أو الغير واقعية.
وشكرا عظيما، وجزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الكريم: في نظري أفضل وسائل للاسترخاء هي التي يتم تعلمها بواسطة الأخصائي النفسي؛ لأن الاسترخاء ليس أمرا نظريا، الاسترخاء يتطلب النقلة الفكرية التطبيقية، وهذه كثيرا لا تأتي إلا إذا كان الشخص تحت إرشاد وتعليمات الأخصائي أو المعالج النفسي.
هنالك طرق كثيرة جدا كما تفضلت وذكرتها، وما ذكره الدكتور إبراهيم الفقي، هو بالطبع يقوم أساسا على الإيحاء وهو أن تضع الأصبع في منطقة معينة، وأن تركز وأن تشد انتباهك وهكذا، وهذه الأمور إيحائية أكثر من أنها فسيولوجية، ولا نستطيع أن نقول إننا أوصلنا الدماغ إلى حالة من عدم التفكير، وإننا في المنطقة الوسطية ما بين الفصل الأيمن والأيسر، فلا يوجد الإثبات أو الدليل العلمي عليه، فهي تجارب ليست قائمة على الدليل، ولكنها كما ذكرت لك تفيد، وفي نظري أنها تعمل على طريق الإيحاء والاسترخاء في الجزء الإيحائي، عموما هو موجود حتى في تمارين الاسترخاء الأخرى.
أنا شخصيا أقول إن طريقة جاكبسون وهي طريقة بسيطة جدا، وهي على عدة محاور ولكن تمارين التنفس المتدرج هي الأفضل، يكون الإنسان في مكان هادئ ويقرر مسبقا أنه سوف يظل في حالة علاج استرخائي لمدة لا تقل عن نصف ساعة تقريبا، ولابد أن يكون المكان مهيأ، ولابد أن ينقل الإنسان نفسه إلى المزاج الاسترخائي بأن يفصل ما بين هموم الدنيا والقلق والتوتر، والوضع الراهن الذي هو فيه الآن، وهو الوضع الاسترخائي، فيستلقي الإنسان على كرسي مريح أو على السرير ثم بعد ذلك يغمض عينيه ويفتح فمه قليلا ويفكر في شيء طيب، في الغرب يستمعون إلى الموسيقى ونحن هنا نقول أن يتسمع الإنسان إلى شريط من القرآن، من قارئيه المفضلين بصوت هادئ، وبعد ذلك يأخذ الإنسان نفسا عميقا وبطيئا، ويكون ذلك عن طريق الأنف، لابد أن يمتلئ الصدر، وأن ترتفع البطن قليلا، هنالك من يضع يديه على جانبيه وهنالك من يضع يديه على الصدر، وكلها جائزة، وبعد ذلك يقبض الإنسان على الهواء بالصدر لفترة لا تقل عن خمس ثوان، ثم بعد ذلك يتأتى الزفير، وهو إخراج الهواء بنفس القوة، وبنفس البطء، يكرر هذا التمرين بمعدل خمس إلى ست مرات، وبمعدل مرتين في اليوم.
هنالك أيضا التمارين الاسترخائية التأملية أن يكون الإنسان مستلقيا ويتأمل الآن أنه يسترخي على مستوى عضلات القدمين، ويركز على عضلات القدمين، ثم بعد ذلك ينتقل إلى عضلات الساقين ثم الحوض ثم البطن ثم الصدر وهكذا.
وهنالك تمارين تعرف باسم تمارين قبضة اليدين؛ وفيها يقبض الإنسان على يديه ببطء حتى يصل إلى قبضة قوية وشديدة، وهنا أيضا يقوم بالضغط على الأسنان بشدة وقوة، وبعد ذلك يفك هذه القبضة أيضا بتدرج وبطء، وهنالك تمارين أخرى كثيرة، وهذه مجدية عموما، وتمارين الاسترخاء تتطلب الاستمرارية وممارسة الرياضة، فإذا مارس الإنسان الرياضة مع تمارين الاسترخاء فهي حقا مفيدة جدا.
وأعرف من يجلس جلسة استرخائية مفيدة يمكن أن ينام بعدها، ولقد شاهدت ذلك كثيرا.
أما بالنسبة للكتب توجد عدة كتيبات في خصوص البرمجة العصبية والاسترخاء.
والكتب والأشرطة التي أعدها الدكتور صلاح الراشد من الكويت، وجدتها مفيدة، ولدي مجموعة من الأشرطة والكتيبات اسمها (كن مطمئنا) وهي جيدة وسهلة الشرح والاستيعاب.
أفضل طريقة لإجادة تمارين الاسترخاء هي التدريب المباشر مع أحد الأخصائيين النفسيين الموثوق بهم، وما ذكرته لك يمكن أن تطبقه لوحدك وإن شاء الله هو مفيد، والكتيبات والأشرطة تعتبر ذات فائدة أيضا.
وبالله التوفيق والسداد.