السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا طالبة لا أريد أن تكون مذاكرتي بغرض أن أكون أفضل من أحد أو الغيرة من زملائي أو أنتفع بأي شيء في الدنيا أو أحقق النجاح والتفوق، ولكني أريد أن أتقن مذاكرتي لأن الله أمرنا بإتقان العمل، فهل سيثيبني الله على ذلك؟ وهل إهمال المذاكرة وعدم بذل جميع طاقة الإنسان فيها يغضب الله ويعاقبني على ذلك؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإتقان صفة أهل الإيمان الذين يراقبون الملك الديان، ويجتهدون في بذل النفع لبني الإنسان، ومرحبا بك في موقعك مع الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يوفقك للخير والإحسان.
ولا شك أن التنافس مطلوب، والغبطة محمودة، وهي تمني مثيل النعمة من غير رغبة في زاولها عن الذين أنعم الله عليهم، ولكن المذموم هو الحسد وهو تمني زوال نعمة الغير سواء رغب الإنسان في مجيئها إليه أم لم يرغب في ذلك، والمؤمنة تنافس في الخير وتتمنى لأخواتها الخير وتفرح إذا أنزل الله نعمته والخير وتؤجر على حسن نيتها وتثاب على إتقانها وتؤجر على فرحها بنعم الله إذا نزلت على المسلمين والمسلمات.
ونحن في الحقيقة سعداء بهذه المشاعر وبالرغبة في الخير ثم بالحرص على الاجتهاد والمذاكرة، ولا يخفى عليك أن من طلب العلا سهر الليالي، وقد أحسن من قال: (من طلب العلا من غير كد *** أضاع العمر في طلب المحال)، ولا يأثم من قصر في المذاكرة إلا إذا نال وظيفة ليس لها أهلا؛ لأن ذلك خديعة للأمة.
وكم تمنينا أن يدرك طلاب العلم والقائمين على أمر التعليم خطورة التهاون في تأهيل الدارسين لأن ذلك يترتب عليه أضرار، فالطبيب الذي لم يكتمل تأهيله يلحق الأضرار، وهو في شرع الله ضامن لما يتلف، وكذلك المهندس وكل متخصص في مجال علمي.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكثري من التوجه إلى الله، واحرصي على تنظيم وقتك، وأعطي نفسك حظها من الطعام وحقها من الراحة، وابذلي أسباب النجاح ثم توكلي عل الكريم الفتاح، ونسأل الله أن يلهمك الرشد والصلاح.
وبالله التوفيق والسداد.
------------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول كيقفية علاج مشكلة التملل من الدراسة: (527 - 2136 - 2065 - 230126 - 251403 - 251574)، وكيفية المذاكرة الصحيحة: ( 235849 - 3139 )، وتنظيم الوقت: ( 246772 - 235849 - 1592 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.