أسباب التبول اللاإرادي عند الكبار وكيفية معالجته

1 795

السؤال

السلام عليكم.

أختي في الثالثة والعشرين من عمرها ومشكلتها التبول أثناء النوم، ولكن ليس بشكل دائم، عند حديثي معها أخبرتني أنها عندما تواجه مشكلة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها تتبول!

أفيدوني جزاكم الله خيرا بالعلاج؟ وهل فعلا له علاقة بحالتها النفسية؟ وهل له أضرار عندما تتزوج؟
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن التبول اللاإرادي أو التبول أثناء النوم في هذا العمر لابد أن تجرى فيه بعض الفحوصات، فهنالك أسباب عضوية، وهنالك أسباب نفسية، فمن الأسباب العضوية فربما يكون هنالك التهابات مزمنة، فهذه ربما تؤدي إلى التبول اللاإرادي، وهنالك بعض الناس ربما يكون لديهم نوع من التشنجات الليلية أو ما يعرف بالصرع الليلي، وهذه حالة نادرة ولكن أي إنسان يعاني من التبول اللاإرادي لابد أن نعتبرها أيضا، هي حالة نادرة جدا ولكن لابد من إجراء بعض الفحوصات، وأهم فحص يجرى هو عمل تخطيط للمخ إذا كانت هنالك أي شكوك نحو هذه الحالة، أي إذا كان هنالك نوع من النشاط الزائد في كهرباء المخ أو ما يسميه البعض بـ (البؤرة الصرعية).

أرجو ألا تنزعجي مطلقا لما ذكرته، ولكن هذا احتمال وهو احتمال ضعيف جدا جدا، وإذا كانت هنالك إمكانية إجراء فحص تخطيط الدماغ فهذا جيد وجميل وإذا لم يكن هنالك إمكانية فأرجو تجاهل الموضوع، ولكن فحص البول للتأكد من عدم وجود التهابات أو جراثيم أو أملاح يعتبر أمرا هاما وضروريا جدا.

السبب الآخر وهو الحالة النفسية.. نعم هنالك بعض الناس الذين تحصل لديهم نوع من المضايقات والكبت والكتمان الداخلي؛ وهذا يؤدي إلى نوع من الاحتقانات النفسية الداخلية ربما يعبر عن هذا الاحتقان النفسي بآليات أخرى مختلفة منها التبول الليلي، أو التبول في أثناء الليل.. هذه نظرية معروفة لدينا في الطب النفسي، وهنا يكون العلاج بالطبع لهذه الأخت بأن تأخذ الأمور بسهولة أكثر، وألا تضغط على نفسها، ويجب أن تعبر عن ذاتها أولا بأول، فهذا يساعدها كثيرا.

كما أن ممارسة الرياضة خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن أيضا تفيد؛ لأنه يعتقد أن مثل هذا النوع من التبول إذا كان لأسباب عضوية أو أسباب نفسية ربما يكون هنالك نوع من الانقباضات اللاإرادية في عضلات المثانة أو ما يعرف بـ (المثانة الحساسة)، إذن الرياضة خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن تساعد في ذلك.

بالنسبة للعلاج النفسي الآخر هذه الأخت يمكن أن تستفيد كثيرا من الأدوية.. هنالك عقار يعرف باسم (تفرانيل) وهو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، ولكنه وجد أنه يساعد في إيقاف التبول اللاإرادي، كما أن هذا الدواء سوف يساعدها في الحالة النفسية التي ذكرت في الرسالة، فإن كان نوعا من القلق أو الكتمان أو حتى نوعا من الاكتئاب، فأرجو أن تبدأ في تناول (التفرانيل) بجرعة 25 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى 50 مليجرام ليلا وتستمر عليها لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 25 مليجرام في الصباح و50 مليجرام ليلا، أي تكون الجرعة الكلية 75 مليجرام في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة بمعدل 25 مليجرام كل ثلاثة أشهر، وهنا إن شاء الله يكون انتهى العلاج ويكون هذا التبول قد انقطع عنها تماما.

أرجو أن أضيف أن (التفرانيل) من الأدوية البسيطة ومن الأدوية السليمة جدا، كما أنه غير مكلف وآثاره الجانبية بسيطة جدا تتمثل في أن الإنسان ربما يشعر بنوع من الجفاف البسيط في الفم في الأيام الأولى للعلاج، والبعض قد يشتكي من إمساك بسيط، وكذلك قد يشتكي البعض من استرخاء عام في الأيام الأولى، ولكنه ليس من المنومات المعروفة، فهذه هي الأعراض الجانبية لهذا الدواء ودائما نفضل أن نذكرها حتى يكون الناس على وعي بها، وهي تختفي دائما بعد أسبوع أو أسبوعين من بداية العلاج، فأرجو الاطمئنان.

أود أن أنصح هذه الأخت الفاضلة أيضا بأن تذهب إلى الحمام قبل النوم، فلابد أن تفرغ المثانة من البول تماما.. كثير من النساء حين يذهبن إلى الحمام لقضاء الحاجة وحين ينزل البول وتنتهي الحرقة أو الألم الذي يحدث من البول ربما لا تكمل قضاء الحاجة، فأرجو أن تتعود أن تجلس دقيقة على الأقل بعد انقطاع البول وتحاول أن تدفع أي بقايا من البول، فهذا ضروري جدا.

أيضا أن تحاول أن تمسك البول في أثناء النهار، فتحاول أن تحسر البول لأن ذلك يعطي فرصة للمثانة للاتساع، وسيكون أيضا من الجيد ألا تتناول المشروبات التي تؤدي إلى زيادة البول أو المشروبات المدرة مثل الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين.

بإذن الله هذه الأخت سوف تتخلص من هذه المشكلة تماما قبل الزواج، وأنا لا أقول أن التبول لديه أضرار على الزواج ولكنه بالطبع أمر محرج ونتمنى ألا يحدث، ونفضل أن تعالجه هذه الأخت بالطريقة التي ذكرتها قبل الزواج، وأنا على ثقة كاملة أنه بإذن الله تعالى سوف يتم لها الشفاء التام وتعيش حياة عادية.

وجزاك الله خيرا على اهتمامك بها، ونسأل الله العافية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات