السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني من حالة اكتئاب وأخاف من مواجهة الناس، وعندما أتواجد في مكان به أناس كثيرون لا أجد ما أقوله.
تمت خطبتي منذ ثلاث سنوات ولكن فشلت بعد أربعة أشهر.
لا أستطيع أن أجلس بجوار أحد لأني أحس أن جسدي يرتجف، وهذه المشكلة أعاني منها خاصة عند ركوب المواصلات.
ويدي ترتجف في أغلب الأوقات، وخاصة عند حالات الخوف.
أبقي في البيت لمدد طويلة، وأتعب بسرعة عند بذل أي مجهود.
سمعت عن دواء (اندرال) وبدأت أتعاطاه منذ حوالي شهر، ولكن رعشة يدي كما هي؛ لكن معاملاتي تحسنت تحسنا طفيفا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سونا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
أنت لديك درجة بسيطة من المخاوف الاجتماعية أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي وهو الشعور بالرهبة في وجود الآخرين وعدم القدرة على المواجهة.
والاكتئاب النفسي كثيرا ما يكون مرتبطا بهذه الحالة، ولكن عموما لا أعتقد أن حالتك من الحالات المستعصية أو من الحالات الشديدة، وطريقة العلاج هو بالطبع أن تتفهمي الحالة نفسها، وكما ذكرت لك هي حالة ليست معقدة وليست صعبة.
ثانيا: عليك أن تكوني مقدمة وعليك أن تواجهي مصادر المخاوف؛ لأن التجنب والابتعاد من مصدر المخاوف أيا كان يزيد من المخاوف، فعليك المزيد من التواصل الاجتماعي، والشيء الذي أود أن أؤكده لك هو أن الناس لا يرقبونك، فأنت لست تحت المراقبة، فمن الأمور التي تعيق كثيرا الأشخاص الذين يعانون من الخوف الاجتماعي هو اعتقادهم دائما أنهم تحت مراقبة الآخرين، فهذا ليس صحيحا، وعليه أرجو أن يكون ذلك مطمئنا لك.
الأمر الآخر: أنت في حاجة لاكتساب بعض المهارات الاجتماعية البسيطة، فعلى سبيل المثال تعلمي أن ترفعي رأسك وأنت تتحدثين إلى الآخرين، انظري إلى الناس في وجوههم، فهذا أيضا يحسن كثيرا من المهارات الاجتماعية.
أيضا: يجب أن يكون لك إعداد لبعض المواضيع البسيطة التي يمكن أن تناقشيها مع الآخرين حين تلتقين بهم، الناس يتكلمون كثيرا في العموميات، تكلم عن الطقس عن المناخ عن الأحداث الحياتية، عما يدور في الأخبار، وهكذا.. هذه أمور بسيطة ولا تتطلب أي نوع من الإقدام أو الشجاعة، فابدئي بمثل هذه المواضيع.
وأيضا: عليك أن تتعودي على الاسترسال في الكلام، فإذا بدأ معك شخص أي نوع من التحادث أو المخاطبة يكون إذن البدء بالسلام، فإذا قال: السلام عليكم، فقولي له: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ كيف أنتم .. وهكذا، بمعنى أن تبني على إجابات الآخرين إجابات مطولة أكثر، فهذا نوع من الفنيات البسيطة جدا في تحسين المقدرات والمهارات الاجتماعية.
وهنالك طرق كثيرة جدا، فعلى سبيل المثال: يمكن أن تجري حوارا مع نفسك، وتتصوري أنك جالسة مع شخص آخر، ولا مانع أن تتكلمي حتى بصوت مرتفع، تكونين في الغرفة لوحدك وأجري هذه المخاطبات، ويمكن أن تنظري لنفسك في المرآة وهكذا.
هذا أيضا بعض الفنيات التي تساعد الناس كثيرا في رفع مهاراتهم الاجتماعية.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، نحن لا نعتقد أن (الإندرال) لوحده سوف يكون مفيدا لك، فأنت بحاجة إلى دواء يعالج الخوف والرهاب والاكتئاب في نفس الوقت، والزيروكسات يعتبر هو الداء الأفضل، وتوجد أودية بديلة أخرى وهو لسترال - وهو موجود في مصر – أو الفافرين أو السبرليكس، وكلها أدوية متوفرة وكلها أدوية جيدة، ولكن نفضل الزيروكسات لمثل هذه الأعراض، فابدئي في تناول الزيروكسات بجرعة نصف حبة (10 مليجرام) ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (20 مليجرام) وتستمرين عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
إن شاء الله بتطبيق الإرشادات السابقة وتناول الدواء سوف تختفي هذه الأعراض، وأسأل الله تعالى أن يقسم لك الزواج، وأن ترزقي بالزوج الصالح، وأسأل الله لك التوفيق والعافية.
وبالله التوفيق.
لمزيد من الفائدة حول علاج الرهاب سلوكيا:
( 259576 - 261344 - 263699 - 264538)، وكذلك الاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).