ثمرة التزام الفتاة بالحجاب تعود على زوجها وأهلها

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أشكركم جزيل الشكر، لما قدمتموه لي من نصح وإرشاد مع كل سؤال أرسله إليكم، فجزاكم الله كل خير عني.

سؤالي اليوم يتعلق بحجابي: فأنا -والحمد لله- تحجبت منذ شهر، وذلك اتباعا لنصح زوجي لي، لكني -يا فضيلة الشيخ- أحس بأني مقصرة مع أبي، وأني مذنبة إذ حرمته من ثواب حجابي.

ماذا أفعل لأكفر عما فعلت لأبي؟ أليس هو أحق بهذا الثواب، وهو الذي رباني؟ هل سيعاقب في الدار الآخرة لعدم التزامي عندما كنت في كنف والدي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن في التزامك بالحجاب فائدة لك ولوالدك ولزوجك، وأنت تستطيعين الدعاء لوالدك والاستغفار له، والهداية من الله، والزوج والوالد عبارة عن أسباب، ولا يملكون سوى هداية الدلالة، أما هداية التوفيق فهي بيد الواحد لا شريك له، والله سبحانه يشكر للزوج، ويغفر للأب، ويتفضل على الجميع، فإن رحمته واسعة.

كم أنا سعيد بهذه المشاعر، وأرجو أن تتحول إلى دعاء وبر للوالد، وإذا كان الوالد قد أمرك بالحجاب، وذكرك بالكريم الوهاب، فإن أجره عند الله لا يضيع، وليست الهداية بيده، قال الله تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر) [الغاشية:21] وقال: (فذكر إن نفعت الذكرى) [الأعلى:9] والإنسان ليس عليه إلا البلاغ، وأجره ثابت سواء استجاب من نصحه أو لم يستجب، ولو فرضنا أن الوالد لم يأمرك بالحجاب فإن الله سبحانه غفور رحيم، وعليه أن يفرح بحجابك، ولك أن تكثري له من الدعاء، وتزيدي له في البر في حياته، وبعد الممات، فإن بر الأبناء لآبائهم وأمهاتهم لا ينقطع بوفاتهم.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الطاعة لهذا الزوج الذي يأمرك بالخير، واعلمي أن صلاحك في ميزان حسنات والديك وزوجك مع ثوابك الكامل عند الله، وزوجك يؤجر لأنه سبب الهداية، ووالداك يؤجرون لأنهما السبب في وجودك بعد الله، وينقطع عمل الإنسان بعد موته إلا من ثلاث، وفيها (أو ولد صالح يدعو له).

ونسأل الله لك الهداية والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات