السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لكم على النصائح الغالية، وقد فعلت مثلما قلتم وحافظت على الصلاة، وأعلم أن النسيان لا يكون في يوم وليلة، وعلمت من الشيخ أن الإنسان لابد أن يذوب في الطاعة كما ذاب في المعصية، ولكن صورة الفتاة لا تفارقني، وما زلت أحبها رغم ما فعلته معي، وأريد أن أمحوها من ذاكرتي لأني شعرت أن كرامتي ضاعت، وثقتي في نفسي قلت، وتكلمت مع أصدقائي المقربين فقالوا: لم يكن ينبغي أن تذهب إلى والدها طالما أن الفتاة رافضة، وقد فعلت ذلك لأني كنت متأكدا من ميلها إلي، وحتى أعطي لها فرصة للتفكير مرة أخرى، ولكني ذهبت إلى والدها فضاعت كرامتي، فكيف أعيدها؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aly حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك خيرا عما فقدت، وأن يرزقك خيرا منها وأن يعيد إليك ثقتك بنفسك وأن يجعلك من السعداء.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا سعيد باستجابتك للنصائح السابقة، وكم أتمنى أن تواصل تنفيذ ما اتفقنا عليه سابقا، والمسألة لا تعدو أن تكون مسألة وقت، وعما قريب سوف تتحسن وتنسى هذا الماضي المؤلم، فقديما قالوا: (وما سمي الإنسان إنسانا إلا لنسيانه).
فالإنسان من طبعه النسيان، ولكن نظرا لشدة تعلقك بها فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، ولكن عما قريب سوف تتحسن ولكن بشرط أن تساعد نفسك، وذلك بأن لا تظل تعيش الذكريات وتكرر الوقائع والأحداث وتعيش داخلها؛ لأنك بذلك ستظل مستصحبا للماضي وكأنك تعيشه، وهذا ما يصعب معه النسيان، وأما لو حاولت طرد الفكرة عن بالك كلما مرت بخاطرك واستعذت بالله من الشيطان الرجيم وصرفت فكرك لشيء آخر، فأنا واثق أنك وبعد أيام قليلة سوف تعافى نهائيا إن شاء الله.
وأبشرك بفرج من الله قريب، وأهم شيء أن لا تستسلم للخيال وذكريات الماضي، وأن تحاول طردها عن ذهنك عندما تشعر بوجودها، ثم عليك بالدعاء أن يعافيك الله.
وأما عن تضييعك لكرامتك فهذا مجرد وهم لا أساس له من الصحة؛ لأنك لم تفعل إلا ما أملاه عليك ضميرك، وهذه النتيجة شيء طبيعي جدا، فلا تحمل الأمور فوق ما تتحمل، وستمر كغيرها بسهولة إن شاء الله.
والله الموفق.