السؤال
السلام عليكم.
لا يخفى عليكم أن كل الفتيات المسلمات العفيفات يسعين للظفر بالزوج الصالح، وأنا من بينهن أريد أن أعف نفسي بزوج صالح يعينني في ديني ودنياي، خاصة أنني في بلاد الغرب.
ويتردد على بيت أخي بين الفترة والأخرى شاب على دين وخلق -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، وفي بعض المرات أشعر أنه لا يأتي إلا لأجلي وأحيانا أشعر أنه لا يبالي بي، فحينما يأتي أتعلل بأي شيء حتى لا أظهر أمامه لشدة الخجل الذي ينتابني أو ربما لأنني لا أريد أن أقيم أسرة في بلاد الغرب، وأريد العيش بين عائلتي وإخواني المسلمين في الله، فأشيروا علي برأيكم السديد، فأنا لم أعد أعتبر نفسي غريبة عن الشبكة الإسلامية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحن في موقعك أيضا نشعر أننا بمكانة الأخ الشفيق والأب الحنون، وشرف لنا أن نكون في خدمة فتياتنا الفضليات، ونشكر لك ثقتك بموقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
ولا شك أن تردد الشاب صاحب الخلق والدين على منزل أخيك مكسب لأسرتكم، ولا مانع من أن يفتح الموضوع معه أخوك أو زوج أختك أو أي واحد من محارمك، فقد قام عمر رضي الله عنه بعرض حفصة رضي الله عنها على الصديق وعلى عثمان ابن عفان رضي الله عنهما، ثم فازت حفصة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحت أما للمؤمنين، وقد كان السلف يخطبون لبناتهم وأخواتهم وقريباتهم.
وأرجو أن يسمع الشاب عنك كل خير، كما أرجو أن تقتربي من أختك وأهلك وتشعريهم بما في نفسك واجتهدي في أن تكوني مع الصالحات، واعلمي أن لكل واحدة منهن أخ أو ابن أو قريب يبحث عن الفاضلات من أمثالك، ومن الضروري أن يكون كلامك عن الرجال معقولا ومتزنا، ويكون ثناؤك على أهل الدين ظاهرا، علما بأن الفتاة تستفيد من أدبها ويحب الشباب قناعتها ورضاها بالقليل.
ولا يخفي عليك أن الحاجة إلى إقامة أسرة مطلوبة في كل مكان، وتزداد أهمية ذلك في البلاد التي يكثر فيها التبرج والسفور، كما أن أهل الفتاة يسعدهم أن يروا فتاتهم في بيتها وأسرتها الجديدة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه، وأبشري فإنه سبحانه يعين طالبي العفاف وأن ما عنده من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته، وتذكري أن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف شاء.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.