السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي استفسار عن صلاة الاستخارة، فمن المعلوم أنها من وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأمته كي يستخيروا الخالق في أمور دنياهم، وقد ورد في كتب الحديث الدعاء الذي أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر هنا الحكمة المشهورة: لا خاب من استخار ولا ندم من استشار.
سأروي الآن حكايتي: بعدما حصلت على الباكالوريا، توجهت إلى دولة أوربية من أجل إتمام دراستي الجامعية، على الرغم من كل المشاكل التي واجهتني وتواجهني، لم يرتح بالي لهذا الاختيار، والدي أرد أن أدرس في دولة أخرى.
مؤخرا قمت بصلاة الاستخارة، لكن الذي يحدث هو أنني أرى في المنام أشياء لا يرتاح إليها الإنسان مثل الخوف، ومخاصمات، ومجهول يطاردني، لكنني أرتاح كثيرا لرأي والدي وانشرح صدري له مؤخرا إذا ما قررنا الدولتين فإننى أجد أن الدولة التي اختارها لي والدي للدراسة لها تسهيلات في الدراسة أكبر، لا أدري على ماذا بنيت اختياري! سؤالي الذي يحيرني: ما هو الاختيار الصائب في نظركم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير وأن يجعلك من الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الاستخارة عبادة عظيمة لا تقتصر على مجرد كونها صلاة، وإنما هي أيضا علامة من علامات التوحيد الصادق إذ أن العبد عندما يستخير الله تعالى في أمر ما فكأنه يعترف له سبحانه بكمال العلم والقدرة والحكمة والإرادة ويذعن بأنه له ربه المتصرف في هذا الكون القادر على كل شيء، ولذلك إذا صلاها المسلم بصدق وإخلاص فإنه دائما يوفق للصواب ويحظى برضا الحق جل جلاله.
فالحمد لله أن شرح صدرك لصلاتها لأنها من مفاتيح الخير الكبرى، ولن يوجد هناك أبدا من هو أعلم بالخير من الله الذي خلق: (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))[الملك:14].
ولذلك المطلوب منا أن نصلي الاستخارة ثم نمضي في الأمر الذي نريده وفق رؤيتنا نحن، وأنت قد أكرمك الله بالاستخارة ومعها مشورة الوالد، وهذا من فضل الله وتوفيقه لأن الوالد دائما أحرص الناس على مصلحة ولده، وينصح له بكل صدق خاصة إذا كان واعيا فاهما مدركا لطبيعة الأمور، فالذي أراه الآن أن تمضي على بركة الله بناء على الاستخارة ومشورة الوالد، فإن تيسرت الأمور وكانت سهلة ومقدورا عليها أو كانت مشاكلها أقل فهي الخيرة التي اختارها الله لك، وإذا لم تكن كذلك فسوف تلاقي عقبات لم تخطر ببالك ولن تجد راحة، عندها تبحث عن بديل آخر لأن الاستخارة تكشف المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله وحده، فتوكل على الله وأطع والدك، وأبشر بخير.
والله الموفق.