نصيحة لمن تعاني التعاسة في زواجها

0 418

السؤال

لي صديقة متزوجة منذ حوالي 8 سنوات، غير سعيدة بزواجها بسبب إهمال زوجها لها نوعا ما، وأسباب كثيرة أخرى يطول شرحها الآن، بالإضافة إلى أنها لم ترزق بالأطفال حتى الآن، ولكن يعلم الله كم أنها مخلصة لزوجها، وتخاف الله وتتقيه في زواجها.

أخبرتني مرة أنها قبل أن تتزوج كان يريدها شاب على سنة الله ورسوله، ولكنه كان مضطرا للسفر من أجل أن يؤسس نفسه ليعود ويتقدم لخطبتها، وقد طلب منها مرة أن تقسم على المصحف بأن لا تتزوج غيره وبالفعل أقسمت له بذلك، ولكن بعد فترة تقدم لها زوجها بالخطبة، وتم النصيب كما يقولون.

سؤالي: هي تعتقد أحيانا بأن الله لم يبارك لها زواجها، وأنها غير سعيدة في زواجها بسبب قسمها لهذا الشاب، فهل هذا صحيح؟

علما بأنها لم تعد تفكر به إطلاقا، ومنذ تزوجت وهي مرضاة الله هدفها، فما رأيكم؟

أرجو الرد ونصحي بكيفية التخفيف عنها في هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ما بين هذه الأخت وزوجها وأن يرزقها ذرية صالحة، وأن يجعل في زوجها خير عوض لها، وأن يجزيك أنت كذلك على اهتمامك بها خيرا.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن عدم الاستقرار الأسري وشعور المرأة ببعد زوجها عنها من الأمور التي تثير القلق وتدعو إلى عدم الأمان، خاصة في ظل عدم وجود أطفال، والذي أنصح به الأخت الفاضلة أن تبحث عن الأسباب التي أدت إلى إهمال زوجها لها لاحتمال أن يكون لها دور في ذلك وهي لا تدري، فأتمنى أن تكون صادقة مع نفسها، وأن تقوم بعملية تقييم شاملة لطبيعة علاقتها مع زوجها حتى على مستوى النظافة الشخصية الداخلية، فقد تأتي النفرة بين الزوجين من سبب تافه جدا، كعدم تنظيفها لفمها مثلا.

فأتمنى بداية أن تقيم وضعها بدقة، وإن وجدت أدنى سلبية تحرص على إزالتها، وأن تظهر لزوجها أنه هو محور حياتها، وأن أهم شيء عندها هو سعادته ورضاه عنها، وأن تحاول أن تنتظره حتى يرجع من عمله، وأن تحسن استقباله، وألا تأكل إلا معه، وأن تهيئ له فراشه وغرفة نومه ليكون كالعريس دائما، إلى غير ذلك من الأمور التي جرت بها العادة، وتعرفها النساء الفاضلات، ولا تشغل بالها بالموضوع السابق والوعد الذي قطعه على نفسها وقسمها بالمصحف، فهذا كله لم يكن صحيحا في وقته؛ لأنها لا تملك من أمر نفسها شيئا، وليس من حقها أن تعطي وعدا على شيء لا تملكه؛ ولذلك لا تحاولي الربط بين هذا وذاك، وإنما تجتهد فيما هي فيه الآن، وتكثر من الدعاء بصلاح زوجها مع الذرية الصالحة.

ولا ينبغي أن تقلق من موضوع القسم على المصحف، وحتى تخرج من هذا الحرج فإنه يلزمها كفارة يمين فقط، وهي إما إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجد أيا من هذه الثلاث فإنها تنتقل إلى صيام ثلاثة أيام، وأما القسم على المصحف فهو للتغليظ والتوكيد ولا يلزم منه زيادة في الكفارة، ولتلتفت بعد ذلك إلى حياتها الزوجية الجديدة وتنسى هذا الماضي وما فيه وليس عليها حرج إن شاء الله.


والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات