نصيحة لشاب يحاول نسيان فتاة تعرف عليها عبر الإنترنت

0 292

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب أسكن في بلد عربي، وحالتي بشكل عام عادية، وقد تعلمت قليلا على الإنترنت ولم أدخل أشياء محظورة، ولكن في إحدى المرات قامت فتاة بإضافتي عندها، وكانت علاقتنا منضبطة، حيث لا نخرج عن الشيء المباح، وهي من بلد عربي آخر وأكبر مني بسنتين، وقد انقطعت عني فترة وعرفت وقتها أني أحبها.

وبعد أن صارحتها بحبي لها شعرت أنها تغيرت معي، فلم تعد ترسل لي رسائل على الجوال ولا تكلمني على الهاتف، وقد كلمتها عدة مرات وفي كل مرة تعتذر وتقول: إنها مشغولة، ولكن علاقتها الآن منقطعة معي، وقد أغلقت جوالها وجوال أمها، وحاولت نسيانها لكن لم أستطع، فهل هناك طريقة أنساها بها؟!

علما أنني حاولت أن أتعرف على غيرها حتى أنساها لكني لم أستطع، وكنت أصارح الآخرين بحبي لها، فما نصيحتكم؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحل في نسيانها ونسيان غيرها يبدأ بتقوى الله ومراقبته والخوف منه، ولعل الذي حصل فيه الخير فإنك كنت تسير على غير هدى، واحمد الله الذي نجاك، وابحث عن أصدقاء من الذكور ممن يرجون مغفرة الغفور فيبتعدون عن الشرور.

وربما كان نفورها وانقطاعها دليل على أنها مرتبطة أو على أنها لا تبادلك المشاعر، فكيف تجري خلف السراب؟! وكثير من الغافلات تريد بتلك العلاقات أن تقضي بعض الأوقات، ولعلك تتفق معي على ضرورة قطع العلاقة بمن لا تقابلك إلا بالصدود، وقد أحسن من قال:

إذا المرء لم يلقاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا.

وأما محاولتك لأن تتعرف على غيرها لتنساها فهذا لون من علاج الخطأ بخطأ أكبر، وأرجو أن تتذكر أن هذا الطريق لا يوصل إلى خير، وأن العدوان على أعراض الآخرين يضع عرض الإنسان في مهب الريح، فاطرد عن نفسك هذه الأفكار وأدخل نفسك في زمرة الأخيار، واحرص على إعداد نفسك للزواج ثم أبحث عن صاحبة الدين كما أوصانا رسولنا الأمين، واحرص على المجيء للبيوت من أبوابها ولا تخطب الفتاة من نفسها فإنه لا خير في فتاة تخطب لنفسها من وراء أوليائها، ولا نكاح إلا بولي.

وأرجو أن يعاونك في الاختيار وفي معرفة رأي الفتاة أخواتك وعماتك وخالاتك، فإذا وجدت المواصفات المطلوبة فتقدم لطلب يد الفتاة، ومن حقك أن تنظر إليها وتنظر إليك، ولا مانع من أن تستمع لها وتستمع لك في حضور محرم من محارمها، فإذا شعرت بالارتياح والانشراح وحصل للفتاة مثل ذلك فاعلم أن ذلك مؤشر خير؛ لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، مع ضرورة أن تستخير وتستشير فإنه لن يندم من يستخير ربه ويستشير إخوانه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وأرجو أن تكثر من اللجوء إلى الله، وقد سعدنا جدا بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك ومرحبا بك مجددا.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات