الحب القاتل.. رفض فتاة الزواج بشاب بعد صداقة بينهما

1 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، عشت معظم حياتي إنسانا طبيعيا سعيدا، لا أعاني من أية مشكلة نفسية، إلى أن التقيت بفتاة جميلة، خلقها عال .. ما شاء الله وبارك، المهم تعرفت عليها بحيث كانت تدرس معي، أصبحنا صديقين حميمين، بل أكثر من ذلك، أصبحت أحبها وشعرت بل أكبر من شعور بأنها تبادلني نفس الحب .. وأخيرا قررت بعد معاناة طويلة وتردد شديد أن أخبرها بأني أحبها وأريدها على سنة الله ورسوله زوجة لي في المستقبل ... وفعلا هذا ما فعلت، ولكن حدث ما لم أتوقعه منها، لقد رفضت حبي لها! وكانت طريقة رفضها مميتة بالنسبة لي، لم تشتمني أو تضربني، بل ابتسمت في وجهي بسخرية ودون أية كلمة! انصرفت .. لم أتحرك من مكاني لحظتها بل وقفت أنظر إليها وهي تنصرف كأني أنظر إلى قلبي يطير من صدري!!

لقد تأثرت فعلا، أصبحت مدمنا على الكحول، أهملت دراستي، أصبحت أتعذب نفسيا كل يوم، كلما تذكرتها تراودني رغبة في إنهاء حياتي، وتراني أبكي وأصرخ: لماذا؟ لماذا جعلتني أحبك؟! الآن في حالة ميؤوس منها أن تعود كما كانت، يستحيل أن أعود، فقدت كل شيء.

أكتب إليكم ولا أعرف لماذا أكتب؟ ربما لأني خسرت الدنيا، ولا أريد أن أخسر الآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأرجو أن تعلم أن الفتاة التي رضيت أن تصادقك وتمشي معك كانت تريد قضاء وقت فقط، فاحمد الله الذي أبعدها عنك، واعلم أن الله يقول: ((وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم))[البقرة:216].

وأنا في الحقيقة سعيد بتواصلك مع الموقع، فنحن لك في مقام الوالد الحنون والأخ الرفيق ولن يعدم من يستشير إخوانه ويتوجه إلى القدير خيرا.

ولا يخفى عليك من أمثالك أنه لا خير في ود يجيء تكلفا، وتذكر أن في تلك الفتاة عيوبا كثيرة ويكفي أنها ليست وفية ولا صادقة ولا واضحة، ولست أدري لماذا رضيت بالاستمرار معك وهي لا تنوي الارتباط؟ وأنت لا تدري هل قرارها بيدها أم لا؟

كما أنك في الغالب لا تعرف أسرتها، وعلى كل حال فأنت رابح من كل ما حصل رغم قسوة التجربة..

وأرجو أن تشغل نفسك بالذكر والصلاة والتلاوة والتوبة والاستغفار والإنابة، وحاول التخلص من كل ما يذكرك بها كالأرقام والأماكن والمواقف، واعلم أن بعدها عن العين سوف يبعدها عن قلبك الذي ينبغي أن تشغله بحب الله، مع ضرورة أن تستفيد من تجربتك، والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، وإذا كنت ميسور الحال فاجتهد في الارتباط بالحلال واطلب مساعدة أهلك، ولا تقبل بفتاة تسلم نفسها لك بعيدا عن أهلها، فإن أمثالهن لا يؤتمن على البيوت مستقبلا، وإذا وجدت في نفسك ميلا لفتاة فاطرق باب أهلها بعد أن تعلم أهلك، وتذكر أن الحب الحقيقي الحلال هو ما كان بعد الرباط الشرعي، والعلاقة الناجحة هي ما كانت على مرأى ومسمع الأهل والجيران ووفق ضوابط السنة والقرآن.

وأرجو أن تسارع بالتوبة من شرب الكحول، وكيف تضيع نفسك من أجل فتاة مخالفة لله وللرسول؟ واعلم أن هذا فعل الضعفاء وأنت قوي، والدليل على ذلك كتابتك إلينا، كما أن في ذلك دليلا على أن فيك خيرا، وأنت بدأت السير في الطريق الصحيح.

ولا يخفى عليك أن المؤمن يلجأ عند الأزمات إلى الله، وليس إلى المعاصي، فإن الخمر داء وليست دواء، وأن مجرد التفكير في الانتحار يفرح عدونا الشيطان.

وأرجو أن تعود إلى صوابك وتستأنف حياتك من جديد، واعلم أن نجاحك في الحياة هو أبلغ رد على فتاة مستهترة وسوف تنال جزاءها المناسب، فإن الجزاء من جنس العمل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأكرر إعجابي بك وأرجو أن أسمع عنك الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات