السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 31 عاما، وأعمل طبيبا، ومن أسرة طيبة بسيطة، وليس لي أي تجارب في الزواج، وأصنف نفسي بأني منعزل وأقوم بأداء الفرائض وأحسب نفسي أني على خلق ولله الحمد.
وقد رشحت لي فتاة من قبل عائلتي، وفارق العمر بيني وبينها ثلاثة عشر عاما، وهي حاصلة على ثانوية عامة، وأهلها من الناس المقربين لنا، وهم على دين والتزام وخلق.
وقد وافقت موافقة تامة على هذه الفتاة، وصليت استخارة ولله الحمد، فهل الاستخارة الآن صحيحة أم لا؟ وهل فارق العمر والتعليم يكون عقبة فيما بعد؟! علما بأن الفتاة من نفس بيئتي ووسطي الاجتماعي.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yousef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك باستخارتك أديت ما عليك وحسمت كل تردد وطلبت من ربك التوفيق، والاستخارة دعاء وأنت بإذن الله مأجور موفق، وأما ترددك من ناحية العمر فهذا مما تشرع فيه الاستخارة أيضا، وأنت بلا شك قلت: (إن كان زواجي من فلانة خير ....) فصلاتك صحيحة ومكانها صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا هم أحدكم بالأمر ... )، والإنسان يستخير عندما يتحير فلا يعرف أين المصلحة، والأصل أنها قبل التحديد.
وأما بالنسبة للعمر فالفتاة مناسبة، والمهم في دراسة الفتاة هو أن تنال قسطا مناسبا من العلم، ويكون عندها دراسات وخبرات في مدرسة الحياة وفي ميدان الأمومة والتعامل مع الزوج، وهذا فن عظيم يؤسفنا أن نقول أنه لم يجد حظه من الاهتمام في مناهج تعليم البنات، ولا تكتسبه الفتاة إلا من أسرتها، وإذا كانت الفتاة متدينة وأسرتها طيبة وبين الأسرتين حب واحترام وتواصل؛ فإن هذه الأشياء سوف تساعدكم جدا في النجاح في حياتكم بإذن الله.
وأرجو أن يعلم الجميع أن أساس النجاح بعد الدين هو الميل والقبول والانطباع الحسن، وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
وقد أثبتت الدراسات أن مثل هذا الزواج أنجح من الزيجات الحاصلة بين زميلات الدراسة والعمل، وذلك لأن الزميلة – مع تحفظنا على كلمة زميلة – تشعر بالندية، وقد تكون متفوقة، كما أن علاقتها بالآخرين من الزملاء قد تكون مدخلا للشيطان، بخلاف مثل هذه الزوجة التي ستشعره أنها زوجة مطيعة وطالبة مهذبة، وبإمكان الزوج أن يقودها بسهولة ويسر.
وهذه وصيتي لك بالإسراع في إكمال المراسيم، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير وأن يرضيكما به، وأرجو أن تشكر الله الذي هيأ لك زوجة يرضاها أهلك، وأهل الزوجة المحبوبين الذين قبلوك زوجا لفتاتهم، ومرحبا بك في موقعك ونرجو أن نسمع عنكم كل الخير.
وبالله التوفيق والسداد.