السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة محجبة ومن عائلة متوسطة، وكانت أختي تدرس مادة المعلوميات، وكان يدرس عندها أناس كثيرون وأنا منهم، فالتقيت بشاب يدرس عندها ويكبرني بسنتين، فتعارفنا وبدأنا نتحدث مع بعضنا.
ونظرا لأنه كان يسكن قريبا منا فقد كان يأتي معنا عندما كانت أمي أو أخي يوصلونني إلى البيت، وقد تعرف على والدي وإخواني، وكان يدخل بيتنا كصديق للعائلة، ثم تطورت علاقتي به وصرح بحبه لي وأنه يريدني في الحلال؛ لأنني خلوقة ونحو ذلك.
وبعد مدة صرحت له بحبي له، لكنني ندمت أني قلت له ذلك، رغم أن كلامي معه كان في الهاتف فقط، ولم ألتق به ولم أقل له مباشرة، ثم أخبرته أن علاقتنا حرام وأنه إذا كان يحبني حقا فليطلب يدي من والدي، فقال لي إنه موافق لكنه يريدني أن أمهله ستة أشهر، فوافقت على ذلك، لكنه يريد أن أكلمه في الهاتف وأشعره بالحب والحنان.
علما أنه ترك الدراسة بعد الصف الثاني الإعدادي ويعمل حدادا، وأنا حاصلة على دبلوم كاتبة إدارة وأخاف أن لا نتوافق، أو ألا أعيش معه في نفس المستوى الذي أعيشه الآن، وأخواتي وعائلتي تزوجوا من موظفين، فما رأيكم؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني حرصك على أن تكون علاقتك معلنة وواضحة، وأفرحني حرصك على اجتناب الحرام، وهذا التصرف يزيد في قيمتك عند الشاب وعند والديك، وتنالين قبل ذلك رضوان الله الذي حدد الحدود وبين الأحكام.
وليس من المصلحة التمادي معه في العلاقات العاطفية لعدم وجود علاقة شرعية رسمية؛ لأن كل علاقة ليس لها غطاء شرعي تعتبر خصما على سعادة الزوجين، ولا أظن أن هناك صعوبة في الانتظار لمدة ستة أشهر، ولابد أن تتوقف العلاقة تماما حتى يتم العقد الشرعي، ويجب أن تكون كلمات الحب والحنان بعد إتمام الرباط الشرعي.
ونحن ننصحك بعدم المجاملة في هذا الأمر؛ لأنك وحدك صاحبة الحق، فإذا كان الشاب صاحب دين وأخلاق ووجدت في نفسك ميلا إليه فإن هذه هي أهم المؤهلات، وهي أهم أسباب وعوامل النجاح في مشوار الحياة.
وأظن أن المشكلة لن تكون في مستوى التعليم أو مستوى المعيشة إذا وجد الحب والتفاهم، حيث إن المهم في الرجل هو دينه وخلقه ثم قدرته على تحمل المسئولية والمحافظة على أسرته، وأن يتم الزواج عن قناعة تامة ورضا تام.
وأتحفظ على قولك: مستوى معيشي معين؛ لأن الأرزاق بيد الله، فهناك أغنياء يملكون الأموال الطائلة ولكنهم جهلاء ومستواهم العلمي ضعيف جدا، كما أن هناك علماء فضلاء فقراء، فالله سبحانه قسم الأرزاق، كما أنني أحب أنصحك بعدم عقد مقارنات مع الآخرين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم باللجوء إليه، وأرجو أن تقتربي من عائلتك وتستأنسي برأيهم، فإذا وافقوا على الشاب وكان في نفسك ميل إليه فوافقي عليه وطالبيه برعاية الضوابط والآداب الشرعية، وتذكري أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.