لجوء الزوج للصمت ومشاهدة الأفلام الإباحية عند حصول مشكلة أو خصام مع الزوجة

0 422

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة تزوجت منذ ثمانية أشهر، وزوجي يلجأ للصمت عند أتفه خصام يحصل بيننا، ولا يناقش أبدا، ويمتد هذا الخصام إلى أيام وأحيانا أكثر من أسبوع، وقد اكتشفت مؤخرا أنه يشاهد أفلاما إباحية، ولكنه وعدني أنه لن يعود لمشاهدتها وأنه يشاهدها للفضول فقط، فهل زوجي مريض نفسي بهذه الأفلام؟ وهل الطلاق حل مناسب لي في هذه المرحلة؛ لأني لم أحمل منه بعد؟!
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب ك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك وأن ينزل عليكم الرحمة والسكينة والأمن والأمان والاستقرار والتفاهم وأن يرزقكما ذرية صالحة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فالذي يبدو لي أن زوجك – حفظه الله تعالى – قد سمع من أحد أو قرأ أن الشيطان يحضر عند الغضب ويحرص على أن يدير الخصام بنفسه، ولعل هذا ما جعله يفضل عدم الحديث حتى لا يعطي فرصة للشيطان، وهذا فعلا أحد الحلول المناسبة إلا أن الذي يزعج أن فترة الخصام قد تصل إلى هذا الحد، فهذا شيء يحتاج إلى استفسار وحوار ونقاش هادئ، وهذا ما أود أن أنصح به.

لذلك أقترح عليك أن تطلبي منه مناقشة هذا التصرف بهدوء ودون توجيه أو اتهام أو عتاب، ولو أمكن أن تخرجا معا إلى مكان هادئ أو مطعم مناسب وتناقشا هذا الموضوع، وتسألينه عن وجهة نظره، فإن أقنعك بوجهة نظره، فقد عرفت حل المشكلة، وإذا لم تتمكنا من الوصول إلى شيء وشعرت بأن زوجك بحاجة إلى مساعدة من طرف ثالث، فلا مانع من إدخال بعض العقلاء من أقاربك، ولا مانع من أن تعرضي عليه عرض نفسه على أخصائي نفسي إذا كان لديه الاستعداد لذلك.

وأما عن مشاهدة الأفلام المحرمة، فهذه تحتاج فقط إلى شيء من إيقاظ الضمير؛ لأنها فعلا قد يشاهدها الشخص بدافع الهروب من مشكلة هو عاجز عن حلها، وقد يكون فراغا لا يجد ما يمكن أن يستغله فيه، وقد يكون ضعف إيمان أو حب استطلاع، وبشيء من التذكير والنصح يزول ذلك كله بإذن الله.

وأهم شيء ألا تتعجلي النتيجة، وأن تطردي عن نفسك شبح الطلاق أو حتى مجرد التفكير فيه؛ لأنه يعتبر نوعا من الهروب الذي قد يمارسه زوجك الآن، وإنما عليك مواجهة المشكلة وأن تعلمي أن زوجك في حاجة إلى مساعدتك ووقوفك بجانبه، فلا تتخلي عنه وإنما أظهري له الحب والاحترام وأشعريه بذاته وتجملي له حتى ولو لم تسمعي منه أي كلمة إعجاب أو مدح.

وثقي بأنك مع الأيام سوف تنتصرين وسوف تسعدين ويسعد زوجك معك؛ لأن المرأة الناجحة هي التي تواجه لتنتصر ولا تستسلم أبدا إلا بعد الأخذ بجميع الأسباب الممكنة، فقفي مع زوجك وضعي يدك في يده، وناقشي معه تصرفاته هذه بهدوء، واستعملي معه الحوار الهادئ والإقناع العقلي، وتسلحي بسلاح الدعاء واللجوء إلى الله، خاصة الدعاء لزوجك بالشفاء إن كان مريضا أو بالإقلاع والترك إن كان مخالفا، وعليك بالصبر فإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا، وأبشري بفرج من الله قريب.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات