عدم الرغبة في قبول من تقدم لخطبتي بعد الاستخارة كثيراً

0 207

السؤال

كنت أحب زميلا لي في الجامعة دون أن يشعر هو بذلك، هو إنسان ملتزم ومحترم ومتدين، وما زلت أنتظر اللحظة التي سيشعر بي فيها.
تقدم لي هذه الأيام شاب آخر صالح متدين، وجلست معه في وجود أهلي، ولم يحدث لي أي قبول تجاهه، فشكله غير مقبول بالنسبة لي، صليت الاستخارة كثيرا ورأيت أشواكا، أخشى أن أرفضه فيعاقبني الله بمن هو أقل خلقا ومركزا منه.
وأخشى أن أقبله فأظلمه معي، فأنا لا أحبه، وأشعر أنني سأضغط على نفسي إذا ما أنا وافقت عليه.
ساعدوني بالله عليكم في اتخاذ القرار الصح!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس في رفض من لم تستريحي له ظلم له، ولا مصلحة في المجاملة في هذا الأمر، ومن حق الفتاة أن ترفض من تريد، ولكن ليس من حقها أن تذكر عيوب من ترفضه، ويكفي أن تقول أنا لا أجد نفسي معه، وأسأل الله أن يسهل لي وله.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وأن الشريعة جعلت هذا الأمر بيد الفتاة وحدها؛ لأنها صاحبة المصلحة، ودور الأهل توجيهي وإرشادي، ومن مصلحة الفتاة أن تستأنس برأيهم، وأن تستمع لنصحهم، فهم أحرص الناس على مصلحتها.
وليس في رد الفتاة للفتى عيب له؛ لأن النساء كثير، وسوف يجد من تستريح له، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وأرجو أن تعرضوا عليه نظرك بوضوح كي لا يضيع الوقت.
أما بالنسبة للزميل فأرجو أن تبتعدي عنه، ولا تتمادي في عواطفك تجاهه؛ لأنه ربما كان مرتبطا (ونحن نتحفظ على كلمة زميل؛ لأنه ليس بين الشاب والفتاة زمالة أو صداقة وهذا الواقع الموجود في جامعاتنا ومؤسساتنا يصادم شريعتنا، وهو سبب البلايا والشر، خاصة مع مبالغة بعض الطالبات والموظفات في إظهار الزينة).
ونسأل الله أن يبصر القائمين على أمر المسلمين بخطورة ما يحصل من جراء الاختلاط المستهتر، ونحن في زمان بدأ فيه أهل الكفر يشعرون بخطورة الأمر، فأنشأوا جامعات تمنع الاختلاط، ولست أدري متى ننتبه لهذه المخالفة: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63].
ونحن ننصحك بعدم الاستعجال في هذا الأمر، وأرجو أن لا تقبلي إلا بمن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، واعلمي أن الإسلام كرم المرأة وأرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ولا يحملك تأخر الخطاب على تقديم التنازلات والخروج عن الحق والصواب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات