علاج الحزام الناري

0 908

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظت منذ خمسة أيام أن لدي احمرارا في بعض مناطق الجلد، وسرعان ما تتحول إلى مناطق تشبه المشوهة، كأن شيئا مغليا وقع عليها، وتكون تحتها مياه تحت الجلد مثل الدمامل، فقمت بالذهاب لأكثر من طبيب وكان التشخيص أنه الحزام الناري، ولكني لا أشعر بأي تحسن حتى الآن، لدرجة أني لا أستطيع النوم، وإذا تعبت وأرهقت من قلة النوم فإنني أنام أثناء جلوسي على الكرسي من شدة الألم، فما هي طريقة العلاج السريعة لهذا المرض؟ وما هي الأدوية التي تستخدم في هذه الحالة.
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تشتكي منه هو داء المنطقة وآلام هذا المرض المشهورة، ومن المعلوم أن الآلام التالية لهذا المرض هي أكثر إزعاجا وامتدادا من المرض نفسه، والتي سنناقشها أدناه، وقد ناقشناه في استشارة رقم (279906).

ومن الناحية الأكاديمية، فإن الحزام الناري - والذي اسمه العلمي العقبول المنطقي أو الزونا أو الهربس زوستر - سببه فيروس يسبب في هجمته الأولى جدري الماء (أو الحماق أو العنجز) وفي هجمته الثانية الزوستر.

ويتميز سريريا بظهور اندفاع جلدي مؤلم، يأخذ مسير أحد الأعصاب على شكل خطي وحيد الجانب، أي يصيب أحد الشقين للجسم ولا يصيب اليمين واليسار معا، وغالبا ما يصاحبه أعراض موضعية كالاحمرار والألم وأعراض عامة كالتعب والحرارة والشعور بالمرض، وقد يقعد المرض المريض في حالاته الشديدة، وقد يأتي خفيفا ولكن ليس هذا هو الشائع، وغالبا ما يصيب كبار السن أو ضعيفي المناعة، ولكن قد يصيب الأصحاء الأقوياء بدرجة أقل.

ومن العلاجات الفعالة الحديثة نسبيا مضادات الفيروسات عن طريق الفم، مثل الـ(آسايكلوفير) الذي يوجد منه حبوب تعطى خمس مرات في اليوم لمدة سبعة أيام، ويجب البدء به بأسرع ما يمكن، ولكن لا يعتبر هذا العلاج الأمثل في الوقت الحالي، حيث ظهر بعد ذلك الفامفير والفالاسيكلوفير، وما نختاره هو أخذ حبتين من (Valtrex) فالتريكس 500 ملغ ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، أبكر ما يمكن من ابتداء ظهور الاندفاع.

وإن البدء المبكر بأحد العلاجات السابقة هو من العوامل الهامة في تجنب آلام ما بعد المرض بعد جفاف الاندفاعات والبثور والحويصلات الخاصة بالزوستر، وهذا قد يستغرق (10- 14) يوما، فإما أن يختفي المرض تماما، وإما أن يترك بعض الآثار الندبية، ولكن الأهم هو الآلام التالية للمرض، والتي قد تستمر لسنوات.
وأما لعلاج الآلام التالية فإن استعمال العلاج المذكور أعلاه بشكل مبكر يقلل من احتمالات هذه المضاعفات، خاصة الألم، والذي يعالج بالمسكنات القوية مثل الـ(Df 118) أو ديستالجيسيك أو غيرها من مضادات الألم وأحيانا ينصح باستعمال مستحضرات فيتامين (ب) المركب من الناحية العصبية وأحيانا توصف حبوب التيغريتول ولكن تحت إشراف طبيب الأعصاب وليس طبيب الجلدية، ومن العلاجات البسيطة استعمال بخاخ كلور الإيثيل على الموضع المؤلم بمعدل مرة يوميا.

والخلاصة أنه عند الإصابة بالحزام الناري يجب مراجعة الطبيب وعدم الاكتفاء بالمعلومات النظرية عن المرض، ويجب عدم أخذ أي دواء عن طريق الفم دون استشارة طبيب (ويستثنى من ذلك ولفترة محدودة المسكنات الحاوية على الباراسيتامول أو المشهورة بالبانادول)، وعند استمرار الآلام على الرغم من المسكنات تحول الحالة إلى طبيب الأعصاب لمعالجة وتدبير الألم.
وأخيرا عليك بالاطمئنان فكل ما تشتكي منه هو أزمة عارضة وستزول مع الزمن وباستعمال الدواء بإذن الله تعالى.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات