المسارعة إلى التوبة من مشاهدة الأفلام الخليعة والمحرمة

0 644

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا طالبة ملتزمة وحافظة للقرآن كاملا ولله الحمد، ولكني وقعت في معصية كبيرة، وكلما أتوب أرجع إليها وهي مشاهدة الصور والأفلام الإباحية، ولا أدري ما الذي يدفعني لذلك، وقد ندمت كثيرا على ذلك، وأشعر أني خنت الله وكذلك أهلي الذين أعطوني الثقة.

علما أني أكبر من في البيت، والإنترنت في غرفة واحدة، وأكون متواجدة في تلك الغرفة، وأنا المسؤولة عن الإنترنت، ولا أستطيع نقله إلى مكان آخر لعدم وجود مكان مناسب غير هذا المكان، وهذه المعصية تؤرقني، وكلما أستغفر الله أرجع مرة أخرى.

ووقتي مملوء دائما بتدريس القرآن ومراجعته، وهذه اللحظات تكون في وقت فراغ أو وقت مراجعة القرآن، والآن أفكر في أخواتي وأخاف أن يقعن فيما وقعت فيه، لأنني سوف أسافر وأترك أخواتي الصغار، وأمي لا تعرف القراءة فلذلك لا تعرف ماذا نقرأ في الإنترنت، وأبي مشغول كثيرا ولا يراقب ما نشاهده في التلفاز أو الإنترنت إلا بالصدفة، وهن لا يشاهدن ما يغضب الله ولله الحمد.

مع العلم أني أقول لهم دائما: لماذا لا تراقبوننا؟ ولماذا تعطونا الحرية؟ وقد اكتشفت بأن لدينا قنوات إباحية في التلفاز، ولكن التلفاز فيه أيضا قنوات عادية، وأبي يظن أننا لا نستطيع الوصول إلى القنوات الإباحية، ولكن جميع أخواتي يستطيعون الوصول للقنوات الفاسدة، فما الحل لمشكلتي؟ وكيف أحمي أخواتي؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الذي يدفعك لذلك هو الشيطان، والشيطان مع الواحد، والوحدة شر، فاقتربي من أهلك وضعي الجهاز في مكان مفتوح، واشغلي نفسك بطاعة من لا ينام، واعلمي أن من حفظت القرآن وتركت الطعام والشراب في الصيام تستطيع بحول الله وقوته أن تبتعد عن مواطن الشر والفساد ومواقع السوء والبوار.

ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك كل الخير، وأرجو أن تعرفي أن نعم الله على الإنسان تسلب إذا عصى الإنسان ربه، كما قال بعضهم: (نظرت إلى الحرام فقال شيخي: لتذوقن غبها ولو بعد حين. قال: فنسيت القرآن بعد أربعين سنة).

وكان ابن مسعود يقول: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم)، فاتق الله في نفسك وحافظي على مكانتك عند أهلك، واعلمي أن الله يستر على الإنسان فإذا لبس للمعصية لبوسها وأصر عليها وبارز الله بها هتكه وفضحه، والأخطر من ذلك أن ذنوب الخلوات تجلب سوء الخاتمة.

وأما بالنسبة لأهلك فاجتهدي في نصحهم ووضحي لأخواتك خطورة مشاهدة الأشياء السيئة على الدين والأخلاق والدراسة، وزيدي من حبك واهتمامك لأهل بيتك، واحرصي على السؤال عن أحوالهم وتذكيرهم بربهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والمسارعة إلى التوبة من الذنوب صغرت أم كبرت، والمؤمنة لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكنها تنظر إلى عظمة من تعصيه، وأرجو أن تشغلي نفسك بالمفيد وبفهم وتلاوة كتاب الله المجيد، واحشري نفسك في زمرة الصالحات وأكثري من الحسنات الماحيات، نسأل الله لك السداد والثبات حتى الممات.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات