المرأة.. والحاجة للعمل الوظيفي

0 113

السؤال

السلام عليكم.

انتهت دراستي منذ (10) سنوات، تزوجت وأنجبت، ولكن مشكلتي أنني لم أجد عملا فأنا دائما كنت أحلم أنني عندما أنهي دراستي الجامعية سأعمل، لكن للأسف لم أتمكن من ذلك رغم أنني دعوت الله كثيرا، لكنه لم يجبني لغاية لا يعلمها سواه، وما يغيضني أنني تزوجت بشاب كل أفراد عائلته يعملون، رغم أن معظمهم لم يلتحق إلا بالجامعة، فهذا يغيظني كثيرا، وأدخل في قلبي نوعا من الغيرة.

دائما أقول: يا ليتني تزوجت من شاب أهله ماكثون في البيت، وأحيطكم علما أنني ميسورة الحال، وليست حاجتي للعمل من أجل المال بل من أجل تحقيق رغبة، وأيضا أخبركم أن أمي قبل أن تتوفى رحمها الله كانت بحاجة إلى المال فكانت دائما تقول لي قبل أن أتزوج إنه عندما أنهي دراستي وأعمل إنها لن تحتاج ما دمت أنا سأوفر لها ما تريد، وماتت ولم أحقق لها رغبتها.

أرجوكم ساعدوني لأتخلص من هذا؛ لأنه أصبح بالنسبة لي مرضا، والوسواس طغى علي فأفيدوني بمعرفتكم، والله المستعان.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا ننصح المرأة بدخول العمل إلا في حالتين ووفق شروط معينة:

أما الحالة الأولى التي يباح للمرأة أن تعمل فيها فهي حاجتها إلى المال لعدم وجود من ينفق عليها من أب أو زوج أو محرم.

والحالة الثانية: هي حاجة المجتمع المسلم لخدماتها كطبيبة للنساء ومعلمة للبنات، وكل ذلك بشرط لا يترتب على ذهابها للعمل ضياع واجب من الواجبات كحق الزوج، ولا يترتب على خروجها ضياع الأبناء، أو تعرضها لمضايقات وإيذاء السفهاء الأشقياء، على أن يكون العمل كذلك مشروعا ومناسبا لطبيعة المرأة وأنوثتها، وأن تكون بيئة العمل خالية من المخالفات.

وأرجو أن تعلم كل امرأة أنها لو عملت وفق الضوابط والشروط المذكورة أعلاه فمن الضروري أن لا يكون ذلك على حساب رسالتها، ومن هنا فنحن نفضل انسحاب المرأة من ميدان العمل عندما يرزقها الله بعدد من الأطفال، فلابديل للأم إلا الأم، ولأن الخسارة في هذه الحالة تكون أكبر من الأرباح، وليت الذين يقولون: لماذا تعطلوا نصف المجتمع يسألون أنفسهم: هل من الصواب أن يترك الإنسان وظيفته الشاغرة ويذهب إلى عمل يمكن أن يقوم به غيره؟ وليتهم أدركوا أن الدراسات حتى في البلاد الغربية أثبتت أن الخسارة من جراء عمل المرأة كبيرة جدا، ولذلك فقد بدأت بعض دولهم في وضع مكافآت لمن تلد وتربي أولادها باعتبارها تقدم أجيالا لخدمة الأمة وتهيئ لأبنائها أسباب الاستقرار النفسي الذي تدفع الدول الغربية من أجل تحقيقه الأموال الطائلة.

ويؤسفنا أن نقول: إن الذهاب للعمل أصبح (موضة) عند بعض النساء، رغم الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة.

وأرجو أن تحمدي الله الذي لم يجعلك محتاجة للذهاب للعمل، وأرجو أن تكتفي بمجهودك وتستثمري وقتك في العبادة والذكر والتلاوة، واجتهدي في أداء حقوق الزوج ورعاية الأولاد، وأشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلي بغيره، واعلمي أنك في خير يحسدك الناس عليه، ولو علمت ما في نفسك النساء العاملات لتعجبن منك، والسعيدة هي التي تعرف نعمة الله عليها لتؤدي شكرها فلا، تلتفتي لما عليه الأخريات، واستغفري رب الأرض والسماوات، وتوجهي إليه فإنه العظيم رافع الدرجات.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات