أكزيما الأطفال وكيفية علاجها

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وعندما بدأ يحك جسمه أخذته إلى الطبيب فقال لي: إنه يعاني من أكزيما، فما العلاج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فغالبا ما يقصد الطبيب الأكزيما البنيوية بقوله الأكزيما، والأكزيما البنيوية هي بنية خاصة، تسمى التأتب أو البنية الحرضية، حيث تكون عرضة للتحريض وبشدة، أي أنها ترتكس (الارتكاس هو رد الفعل) بسرعة لأشياء وعوامل عديدة لا يرتكس غيرها إليها، وهذه البنية عادة تكون عرضة للأكزيما أو الشرى أو الربو أو التهاب الأنف التحسسي، أو التهاب الملتحمة التحسسي، أو حمى القش، وتحتاج معاملة خاصة، أولها تجنب المثيرات التي تختلف من إنسان لآخر، ويسمي البعض هذا المرض بـ(ربو الجلد).

وتتظاهر الأكزيما البنيوية حسب السن من شهرين إلى سنتين بأكزيما الخدين، ويسميها البعض أكزيما الحليب، ليس لأن الحليب سببها، ولكن لظهورها في سن رضاعة الحليب.

وتتظاهر من بلوغ سنتين إلى 12 سنة وتكون أكزيما الطويات، خاصة خلف مفاصل المرفقين والركبتين، وإذا استمرت بعد ذلك فقد تكون منتشرة على غير نظام، وغالبا أصحاب البنية الحرضية عندهم نبوغ في الرياضيات.

ملاحظات هامة حول (الأكزيما البنيوية):

1- يجب إبقاء الجلد غير جاف بالاستعمال المتكرر للمرطبات؛ لأن الجفاف يتلوه حك ينتهي بالإنتان وزيادة التأكزم.

2- يفضل غمس الجسم بالماء الفاتر أو الدافئ لمدة عشر دقائق، ثم دهن بالمرطب العازل مثل الفازلين قبل أن يجف الجلد، وبذلك يبقى الماء في الجلد ولا يتبخر.

3- هناك مستحضرات جديدة لإبقاء الجلد رطبا لفترات طويلة، مثل الـ(ريبير يامانوشي)، و(اندريال روك)، و(أويلاتوم جيل)، والأحدث وهو حمض النيكوتين الموضعي، وغيرهم الكثير.

4- يجب الابتعاد عن الغبار والمثيرات الأخرى، وكل الأشياء التي تتطاير منها الجزيئات، مثل الطيور (ريشها) والقطط (وبرها) والنباتات (طلعها) والسجاد (غباره) وهكذا حسب معرفة المريض نفسه بما يثير مرضه، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.

5- يفضل أن لا يستعمل السجاد في البيت، وأن تكون المخدة قطنية غلافها جلدي، والفراش مغلف بمادة جلدية لا تتطاير أجزاؤها، ولا ما بداخلها، وأن لا يكون في غرفة المريض زوايا تحمل الغبار، وأن يتم التنظيف للغرفة بغياب المريض بواسطة آلة الشفط (المكنسة الكهربائية) أو باستعمال الماء وليس بالكنس الذي يسمح بتطاير الجزيئات، ويجب تجنب الخروج أيام تطاير الجزيئات في الجو على اختلاف مصادرها.

6- كما يجب مراعاة نفسية المريض دون دلال مفرط مفسد ولا شدة تزيد من عنائه.

7- عدم الدخول والخروج من أوساط متفاوتة الحرارة والرطوبة قدر الاستطاعة، أي الحياة بوسط معتدل مستقر ماديا وعضويا ونفسيا.

8- للمساحات الصغيرة تبقى المراهم الكورتيزونية هي الحل الفعال، ولكن لا تستعمل لفترات دون الإشراف الطبي، كما يمكن استعمال البدائل الحديثة للكورتيزونات، مثل الماكروليماس، والبيماكروليماس، ولكنها غالية، وبالطبع لأنها جديدة وحديثة يجب أيضا المتابعة مع الطبيب، ولا تؤخذ دون إشراف، وأما المساحات المتوسطة والكبيرة، فيجب عندها إدخال الأدوية الجهازية العامة، مثل الكورتيزونات، أو السيكلوسبورين، ولكل منها بروتوكولها الخاص الذي يحدد الجرعات والمتابعة، والاستطبابات، ومدة العلاج...وهكذا.

9- كثير من المرضى يحتاج مضادات الهيستامين المنومة؛ وذلك لتهدئة المريض والحكة بشكل غير مباشر.

10- المضادات الحيوية قد تؤخذ لفترات طويلة؛ وذلك لقتل الجراثيم المتعايشة على سطح الجلد، والتي تعمل كمولدات أضداد (مثيرة للحساسية) وبذلك تهدأ دائرة تحريض المرض، ومن العلاجات المفيدة جدا والتي قد تؤدي عند نسبة عالية من المرضى إلى الاستغناء عن أغلب الأدوية ما عدا المرطبات، هو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، والتي تحتاج إلى مراكز متخصصة، وغالبا ما يتحسن المرض تدريجيا خلال أسابيع، وقد يحتاج علاجا مساعدا في بدء العلاج ليستطيع تحمله أكثر ولكن غالبا ما يناسب هذا العلاج الأولاد الأكبر سنا.

وهناك نوع أحدث من الأشعة فوق البنفسجية وهي (Uva 1) وهي فعالة جدا، ولكن غير متوفرة بشكل كبير؛ نظرا لغلاء أسعار الأجهزة؛ ولأن استعمالاتها خاصة وقليلة.

11- هناك الغلوبيولينات المناعية والتي تعطى في المستشفى في غرف العناية المركزة، وهي غالية ولكنها مفيدة في الحالات الشديدة المعندة، وأما الحالات التي لا تستجيب فإنها تحتاج إلى مراكز متخصصة للتثقيف والعلاج والمتابعة.

وختاما فإن الحل الجذري غير موجود، إلا أن تجنب المهيجات للمرض يعتبر أسلم وأرخص السبل، وقد تغني عن العلاج، وإلا فلابد من العلاج حسب الحالة واللزوم، وإن ما ذكرناه هو إعطاء فكرة عامة للمرض بطيفه الواسع مع علمنا أن سؤالكم يوحي بحالة خفيفة ولكن ما يجدي مع الشديد لا شك أنه يفيد في الأقل شدة، ومهما يكن من أمر فنبدأ بالبسيط، والأولى أن نتابع مع طبيب متخصص، فالحالة تتغير علاجاتها حسب مرحلتها وشدتها.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات