الإصابة باليأس مخافة الرياء وكيفية معالجتها

0 677

السؤال

السلام عليكم
لكم الشكر على هذا الموقع الجميل، ولهذا أريد مساعدتكم

أعاني من مشكلة نفسية - أسأل الله أن يخلصني منها - أنا شاب ملتزم، ولكن عندما أقوم إلى الصلاة أو إلى قراءة القرآن أو لأي عمل خير أشعر بأنني أفعله رياء، ولكن نيتي تكون لله، حتى أن بعض الأحيان أصاب باليأس من أجل هذا التحدث النفسي، والله إني أخشى أن أموت وأنا بهذا المرض.

أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Baraa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يربط على قلبك، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن ينور حياتك بالقرآن، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعافيك من هذه الوسوسة التي قذفها الشيطان في قلبك.

بخصوص ما ورد برسالتك – ولدي الكريم – أعلم بارك الله فيك أن الشيطان - لعنه الله – يحزن حزنا شديدا عندما يجد العبد مقبلا على طاعة الله تعالى، فهو يجتهد في أول الأمر أن يمنعه من فعل الخير، ويحرص على أن يفسد عليه نيته، وأن يصرفه بأي وسيلة كانت، فإن عجز عن منعه يصاحبه حتى يفسد عليه نيته، فيقول له: أنت ما أردت بهذا الأمر وجه الله وإنما أردت بذلك أن يقول الناس بأنك من أهل المحافظة على الصلاة أو أنك تقرأ القرآن أو أن صوتك جميل أو أنك تساعد الناس ابتغاء مرضات الله، كل ذلك من الرياء وليس له أصل، وأنت لست بصادق في عملك.

يأتيك بهذه الأفكار حتى يمنعك ويحرمك من لذة التنعم بالعبادة والطاعة، هذه – أخي الكريم – حرب من حرب الشيطان عليك؛ لأنك - من فضل الله ورحمته - تنتصر عليه وتلقنه كل يوم دروسا في معارك متكررة؛ لأنك عندما تقوم إلى الصلاة تصفعه بالنعل على رأسه، وعندما تقرأ القرآن تجعله أحقر من الذبابة، وعندما تفعل أي فعل من أفعال الخير تجعله هباء منثورا؛ ولذلك - من فضل الله تعالى - هذه الأعمال الطيبة التي تقوم بها تشعر الشيطان بأنه ضعيف أمامك، وهو لا يستطيع أن يمنعك من هذا الخير فيتسلط على نيتك ويريد أن يفسد عليك قلبك وأن يقال لك بأنك مرائي، وأنك منافق، وأن عملك غير مقبول، وأنك ترائي الناس بهذا العمل، وأنك ما أردت به وجه الله.

كل هذا إنما هو نوع من الحرب النفسية عليك حتى يمنعك من مواصلة العمل؛ ولذلك وصيتي لك ألا تتوقف أبدا عن الطاعة أو العبادة، بل احرص على أن تزداد منها؛ لأن زيادتك من هذا الخير سوف يزيد الشيطان ذلا وهوانا وصغارا وألما وحسرة، واعلم أنها مسألة وقت – ولدي بارا – فإن الشيطان يستعمل أسلحته لفترة إن وجد أنها لا تجدي تركها وبحث عن غيرها، ولكن أعلم أن الصراع سيظل بينك وبينه على أشده؛ لأنه لا يرى أحدا أخطر عليه من العابدين الراكعين الساجدين أهل القرآن الكريم، فأنت رجل شرح الله صدرك للإيمان، وأعانك على أعمال الدين فاثبت على ما أنت عليه، بل وزد في أعمال الخير، بمعنى إذا كنت تقرأ جزءا من القرآن - إن كانت لديك فرصة - أن تقرأ جزأين فاصنع، إذا كنت تستطيع أن تذهب إلى الصلاة قبل الأذان فافعل، إذا كنت تستطيع أن تصلي غير السنن المؤكدة مع السنن المؤكدة فافعل، إذا كنت تستطيع أن تعمل خيرا أكثر مما تعمل فافعل؛ لأنك بذلك تغيظ الشيطان، واعلم أن الله لن يتخلى عنك أبدا، ولن يكلك إلى الشيطان مطلقا: ((الله ولي الذين آمنوا))[البقرة:257]، ويقول الله تبارك وتعالى: ((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))[النحل:128].

فأنت في معية الله وفي عناية الله ورعايته، ولن يدعك الله جل جلاله للشيطان ليعبث بك، أهم شيء أن تواصل المسيرة، وأن تزيد في الجرعة، وألا تنظر وراءك، وكلما جاءك الشيطان بهذه الأفكار اتفل عن يسارك وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثر من الاستعاذة التي علمك إياها النبي صلى الله عليه وسلم حيث علم أحد الصحابة: (اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي) هذا أولا.
وثانيا: (اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه، اللهم إني أعوذ بك من همزه ونفخه ونفثه)، وبإذن الله تعالى أنت منصور - يا ولدي - منصور منصور - بإذن الله تعالى – فاستعن بالله وتوكل على الله ولا تتوقف، واعلم أن الله لا يضيع أهله وأنت من أهله، ولا نزكيك على الله.

هذا وبالله التوفيق، وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

مواد ذات صلة

الاستشارات