عزوف الشباب عن الدراسة والتعلم وخطورته على مستقبل الأمة

0 458

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن داء العصر الذي غزا كثيرا من الشباب هو عدم الرغبة في التعلم والقراءة، وحتى السماع للمفيد، فصار الأمر هو عقل لا يتغذى وبطن يتغذى بالليل والنهار.

وقبل شهور قابلت شبابا في سن الزهور بالمرحلة المتوسطة وسألتهم عن تطلعاتهم المستقبلية، فقالوا: نحن لا نريد إكمال الثانوية، فسألتهم عن السبب، فقالوا: نريد أن نتوظف، فما هو سبب عزوف الشباب عن الدراسة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه إذا امتلأ البطن نام الفكر، وفي القراءة حياة للأمم والشعوب، وأولى الناس بالقراءة هم المنتسبون لأمة (اقرأ)، وإذا قرأ الإنسان فكأنما أضاف أعمارا إلى عمره، والأمة التي لا تقرأ أمة ميتة، وقد أسعدني اهتمامك بهذا الجانب، ونسأل الله أن ينفع بك وبأمثالك، وأرجو أن تعلم أن الشعور بالخطأ والتقصير هو الذي يدفع لتصحيح المسير، ونسأله سبحانه أن يلهمنا رشدنا إنه على كل شيء قدير.

ولا شك أن القراءة لا ترتبط بالدراسة النظامية وحدها، ولكن المسلم يقرأ القرآن ويتفقه في دين الله، ثم يجتهد في مراجعة دروسه ثم يتوسع في القراءة في المجال الذي يجد في نفسه ميلا إليه، ويحاول أن يلخص الأفكار التي استنبطها حتى يرجع إليها إذا أراد.

ولا شك أن زهد الشباب في القراءة ورغبتهم في تركها في وقت مبكر ينذر بخطر كبير، كما أن التوقف عن القراءة والدراسة بمجرد الحصول على الوظيفة لا يبشر بالخير، والإنسان لا يزال عالما ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل، ومن أراد الدنيا فلعيه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم.

وإذا كان العلم مهما لكل الأمم فإن طلب العلم عندنا عبادة، ومذاكرة العلم عندنا تسبيح، والسعي في طلب العلم جهاد، وبذل العلم صدقة، وهنيئا لمن تعلم الخير وعمل بعلمه.

وقد أعلى الإسلام من شأن طلب العلم حتى جعله أفضل النوافل، بل هو أول مطلوب، كما بوب الإمام البخاري فقال: (باب العلم قبل القول والعمل)، ثم جاء بقوله تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله))[محمد:19]، ورفع الإسلام مكانة العلماء فقال سبحانه: ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات))[المجادلة:11]، وأشهدهم على أعظم مشهود به فقال: ((شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط))[آل عمران:18].

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات