السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة تزوجت من ابن خالي، وهو زوج صالح، انتظرني ست سنوات حتى أنهي دراستي ثم تقدم لخطبتي، ولكن عندما قدم لي المهر قدم لي أهله أرخص الهدايا، بالرغم من قدرتهم المادية - والحمد لله - ولكنهم استغلوها لكوني واحدة من الأهل، تضايق أمي وأبي من هذا الموضوع لدرجة أنهم أرادوا فسخ الخطبة، فأصبحت في تذبذب وتضايقت كثيرا، ومنذ ذلك الحين وأنا غير قادرة على الاندماج معهم، أشعر بأنني أنافق وأخدع نفسي عندما أضحك معهم.
إخوته عندما يحتاجون إلى المال يأتون إليه، وحتى لو كان عندهم مال يأتون إليه يستغلونه، لكن مشكلته لا يسمع كلامي، ومشكلتهم يظنون أنفسهم الأفضل، ويعيبون على الناس، لدرجة أنني بعض الأحيان أندم أنني أخذت ابن خالي، بالرغم من طيبة قلبه، شعور لا إرادي، أريد أن أعيش بعيدا عنهم، ولكن الحياة في بلدنا أصبحت صعبة، كل شيء غال، لا أعرف ماذا أفعل كي أقتنع بواقعي، ليس كفرا بالله والقدر فأنا مؤمنة بكل شيء، وهذا اختياري، وهو ما يتعبني أكثر.
أعينوني أعانكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن صلة الرحم لا تدوم إلا بالصبر على المرارات، والتوجه إلى رب الأرض والسموات، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يرفعك عنده عالي الدرجات.
وأرجو أن تحاولي إقناع أهلك بأن هذه الأمور بسيطة، وأظهري لهم أنك مرتاحة مع زوجك، وشجعي زوجك على الاهتمام بأهله والوفاء لهم، واحمدي الله أنه لم يحتج إليهم وهم يحتاجون إليه، فإنك لن تستفيدي من رجل لا شفقة فيه على أهله.
وليس ندمك في مكانه؛ لأنه لا يوجد رجل بلا عيوب، وما من زوج إلا ووراءه مشاكل، ولكن المطلوب هو حسن التفاعل والتأقلم مع الوضع، فحاولي البحث عن إيجابياته وإيجابيات أهله، ولا تركزي على السلبيات، واعلمي أن كل إنسان لا ينال إلا ما كتبه الله له من الأرزاق والأقدار؛ ولذلك فنحن ننصحك بأن تنظري إلى من هم دونك ولا تنظري إلى من هم فوقك، ولا تشعري زوجك بأنك متضايقة من أهله الذين هم أهلك ورحمك، ولا مانع أن تطالبي بحقك واحتياجات منزلك، ولكن ليس من حقك ولا من مصلحتك أن تطالبيه بعدم مساعدة أهله وأسرته، وإذا سألك أهلك فأظهري لهم الارتياح كما فعلت زوجة إسماعيل عليه الصلاة والسلام التي قالت للخليل عليه الصلاة والسلام: نحن بأحسن حال، فأمر ابنه أن يثبت عتبة الباب -يعني أن يمسكها-.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن السعادة لا تباع ولا تشترى لكنها تنبع من النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره، الحريصة على شكره سبحانه، فإن الإنسان ينال بشكره لله المزيد.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يصلح لنا ولك الأحوال.
وبالله التوفيق والسداد.