السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 15 سنة.
قرأت الكثير من الاستشارات في هذا الموقع، ولكني لم أجد أي مشكلة مثل مشكلتي!
مشكلتي تكمن في طولي، فأنا عمري 15 عاما، وطولي 186 وأكره هذا الطول المفرط، وأحس دائما أنني الغريبة بين زميلاتي وبين الجميع، وأيضا قال لي الطبيب أنني سأطول أكثر ولكن فقط بعض السنتيمترات، ولكني أنا أريد السيطرة على طولي والتحكم به أو وقفه.
سمعت عن دواء يوقف النمو ولكني غير متأكدة فعلا منه، فإذا كان هذا الدواء فعلا موجود فأنا أريد أن أستشيرك به، وأيضا إذا لديك حل لمشكلتي أتوسل إليك أن تعطيني إياه، فلقد وضعت كل آمالي في موقعكم وأتمنى أن أجد حلا شافيا..فأنا أصبحت معقدة جدا من طولي وأحرج منه كثيرا، ولقد أصبح لدي عقدة نفسية منه، فأتمنى أن أجد شيئا لقصر القامة مع أنني أعرف أنه لا يوجد شيء من هذا النوع.
الكل كان يبدي لي إعجابه بطولي! ولكن الآن لا أرى سوى التعليقات الساخرة والمضحكة لأن طولي زاد عن حده، هذه هي مشكلة حياتي، وإذا تخلصت منها أكون أسعد فتاة في العالم.
أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ وكيف أتخلص من هذا الطول المفرط؟ ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيما يخص طول الإنسان وقصره يوجد تفاوت كبير بين الناس والتركيبة الوراثية والجينية للإنسان تلعب دورا في ذلك، وتوجد حالات مرضية نادرة جدا يكون فيها الطول ناتج من إفرازات هرمونية معينة خاصة هرمون النمو.
وعليه سيكون من المفيد جدا أن تقابلي طبيب الغدد حتى يقوم بإجراء الفحوصات اللازمة، وأرجو ألا تنزعجي لذلك مطلقا فهو من قبيل التأكد فقط، فأنا لا أعتقد أنك تعانين من خلل هرموني؛ لأن الخلل الهرموني قد يؤدي إلى طول أكثر من 186 سنتيمتر.
بالنسبة للأدوية التي توقف النمو هي أدوية تخصصية جدا ويجب ألا تعطى إلا بعد دراسة متأنية للحالة وبعد ذلك يستطيع الطبيب أن يقرر هل هناك حاجة في الأصل لهذه الأدوية أم لا، فأرجو استشارة الطبيب في ذلك.
وفوق ذلك أود أن أنصحك بأن تقبلي طولك وشكلك، فالفروق بين الناس موجودة وإذا عرف الإنسان بخصلة ما أو سمة ما أو شكل ما فسوف يقبله الناس على ذلك؛ وعموما الطول في نظر البعض أفضل من القصر، فأرجو أن تتواءمي مع وضعك الحالي مع استشارة الطبيب كما ذكرت لك، فهذه هي النصيحة التي نوجهها لك، ويجب ألا تربطي بين طولك والسعادة والشقاء، فأنت إن شاء الله سعيدة ولن يكون الطول سببا في عدم ارتياحك، عليك أن توجهي مقدراتك ومعرفتك إلى اتجاهات أخرى وتسخري طاقاتك من أجل الدراسة والاطلاع والتميز.
أخيرا: لا أرى أنك تعانين من مشكلة حقيقية وأرجو ألا تشعري بالدونية أبدا، فأنت إن شاء الله عالية الهمة وقوية العزيمة.
وبالله التوفيق.