بيان كيفية تعامل الإنسان مع نقاط ضعفه القاتلة.

0 474

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
كل إنسان يختلف عن غيره.
كل إنسان له نقاط قوة.
كل إنسان له نقاط ضعف وإحدى هذه النقاط قاتلة.
س: لماذا أسأل عن نقطة الضعف القاتلة؟
جـ: نقطة الضعف القاتلة تمكن غيرك من البشر بالتحكم بك مثل الروبوت.

سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع نقاط ضعفه القاتلة حتى لا يتضرر ولا يستعبد ولا يذل ولا ينتج ولا يستطيع مساعدة إخوته وأمته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يعينك على أن تكون شخصية قوية قائدة نافعة مؤثرة لا متأثرة، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

بخصوص ما ورد برسالتك فإنك -كما ذكرت- كل إنسان يختلف عن غيره نعم، بل إن أصابعك في يدك الواحدة تختلف بعضها عن بعض، ونحن في الأسرة الواحدة نكون من رجل واحد وامرأة واحدة، وهناك فروق هائلة فيما بيننا؛ لأن الله قال: (( ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ))[هود:118-119]، (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ))[هود:118] أي لجعلهم صورة واحدة في الديانة والهيئة، ولكن الله تبارك وتعالى -كما ذكر-: (( ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ))[الزخرف:32]، أعطى لكل واحد منا بعض الخصائص التي تميزه عن غيره وبعض الصفات التي تجعله يختلف عما سواه.

هذا التمايز من أهم متع الحياة؛ لأننا لو كنا صورة واحدة لشخص واحد لتوقفت الحياة تماما، ولما عرف بعضنا بعضا، ولتوقفت الرغبة في الإنجاز أو أداء أي عمل، كل إنسان منا أيضا كما أنه يختلف عن غيره فإن له نقاط قوة، وله نقاط ضعف أيضا؛ لأن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان ضعيفا في العموم، ولكنه قال: (( وهديناه النجدين ))[البلد:10] طريق الخير وطريق الشر.

نعم، فيه نقاط قوة لو أحسن استغلالها لجاء بالعجب العجاب، وفيه نقاط ضعف لو استسلم لها لأصبح أحط من الحيوان، هذه نعم طبيعة الناس جميعا، ما منا من أحد إلا وتجد أن له نقطة ضعف، هذا نقطة ضعفه في المال، وهذا نقطة ضعفه في العلم، وهذا نقطة ضعفه في الشهوة والنساء، وهذا نقطة ضعفه في الصحة، وهذا نقطة ضعفه في الجمال، وهكذا وهلم جرا.

هذه النقاط التي يشعر الإنسان بأنها نقاط ضعف خلقها الله تبارك وتعالى لحكمة، إلا أنه لو استسلم لها فإنه فقد قدرته على إدارة نفسه، وبالتالي فقد احترام الآخرين وفقد القدرة على المحافظة على حقوقه، ومن هنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)، أين مصلحتك أبحث عنها، وحاول أن تحافظ عليها ولا تعجز، واستعن بالله على قضاء مصالحك.

إذا كان في الإنسان نقاط ضعف -أخي الفاضل- فإن الله تبارك وتعالى بشرنا على لسان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء، فنقاط الضعف هذه لها علاج وهو أنني أستطيع أولا أن أحددها، أحددها بوضوح وقوة، وتأكد من أنها فعلا نقطة ضعف، ثم بعد ذلك أبحث عن الأسباب التي أدت إلى تركيزها في نفسي: هل أمور وراثية؟ هل هي عوامل تربوية؟ هل هي صفات اكتسبتها من المجتمع الذي أعيش فيه؟ لأن الأمر كلما كان بعيدا عن الوراثة والتربية كان أمره هينا بالمقدور أن يتغير، حتى ولو كانت صفة وراثية فإنها تتغير ولكن مع شيء من الصبر الجميل؛ لأن الصفات الوراثية -كما تعلم- تعتبر شيئا أساسيا، وركيزة في داخل الإنسان، إلا أنه بمقدوره أن يغيرها -بإذن الله تبارك وتعالى- كذلك.

وأتمنى أن تستعين على ذلك ببعض الكتب التي تنفعك في هذا المجال، وفي السعودية توجد عندكم فروع لمكتبة جرير فتستطيع أن تذهب إليها وأن تشتري كتاب (من يشد خيوطك؟)، هذا كتاب من الكتب التي تفيدك في مسألة معرفة من الذي يؤثر على حياتك. أيضا هناك كتاب بعنوان (اعتني بحياتك)، أيضا هذا سيفيدك إن شاء الله تبارك وتعالى في تحديد مصالحك. وأيضا هناك كتاب (استعادة الثقة بين نفسك)، أو كتاب (كيف تكسب ثقة الآخرين)، هذه كلها كتب موجودة ومتوفرة عندكم في المملكة – ولله الحمد والمنة –، فقم بقراءة مثل هذه الكتب، وإن شاء الله تعالى سوف تتعرف على نقاط الضعف عندك، وإذا التزمت بتلك البرامج والخطط الموجودة في هذه الكتب سوف تصبح شخصية قوية ومؤثرة -بإذن الله تعالى-.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد.
والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات