أسباب ظاهرة الفزع النومي وأعراضها وإجراءات علاجها

0 567

السؤال

الإخوة الكرام في الشبكة الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أعرب لكم عن شكري وتقديري على ردودكم واهتماماتكم بكل ما يطرح عليكم، وشخصيا استفدت كثيرا من خلال ردكم لبعض المواضيع التي استشرتها معكم، حتى إنني أخذت معي ردودكم على استشارة ما وقد رحب بها الطبيب وأثنى على الموقع.

وسؤالي هذه المرة عن حالة ابنتي البالغة من العمر سبع سنوات، وتدرس في الصف الثاني الابتدائي، فقد بدت في الفترة الأخيرة تأتيها حالة غريبة جدا، تتمثل في نهوضها من الفراش أثناء نومها، وتقوم بالهذيان بكلمات من هنا وهناك، وأحيانا غير مفهومة، كما أنها تتلوى وتتشنج، خاصة عندما آخذها في حضني وأحاول أن أعيدها للنوم، وتظل على هذه الحالة ما يعادل خمس دقائق، ثم تهدأ وتستغرق في نومها، وهذه الحالة تأتيها على فترات متقطعة تتراوح بين الواحدة والأخرى من ثمان إلى عشرة أيام، وقد بلغ عدد مرات الحالة خمس مرات تقريبا حتى تاريخ الاستشارة.

علما بأنها لا تشعر بشيء أثناء الحالة، حيث تكون هي نائمة أصلا، ولا تدرك ما تقوم به من حركات وهذيان، وهي - ولله الحمد - لا تعاني من أمراض أو مشاكل صحية أو نفسية محددة، كما أن مستواها الدراسي جيد.

أنا متردد بين عرضها على المشايخ للرقية الشرعية أو بين أخذها للطبيب، إلا أني قررت استشارتكم أولا في تشخيص الحالة ورأيكم فيها.

ولكم جزيل الشكر مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا - أخي - على اهتمامك وعلى الثقة التي أبديتها فيما تقدمه الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يجعل الجميع نافعين لبعضهم.

حالة هذه الطفلة – حفظها الله – هي غالبا نوع من الفزع النومي، يعرف أن هنالك ظواهر منها الكلام أثناء النوم، والمشي أثناء النوم، والفزع أثناء النوم، وهذه الظواهر الفسيولوجية والبيولوجية لا يعرف أسبابها بالتأكيد، ولكن هنالك ملاحظات أنها توجد لدى بعض الأسر أكثر من غيرها، وتكثر في فترة الطفولة، ثم ربما تقل أو تختفي بعد ذلك، كما أنها مرتبطة في كثير من الحالات بالإجهاد الجسدي، والإجهاد الذهني في أثناء النهار، وفي بعض الأحيان تكون أيضا مرتبطة بارتفاع في درجة الحرارة.

والذي دائما ننبه له هو أن الشخص الذي يعاني من مثل هذه الحالات نتأكد أنه لا يجهد نفسه أثناء النهار، وأن يكون في راحة جسدية وراحة في باله أيضا قبل النوم، وأن يكون المكان حوله هادئا في وقت النوم، وألا يتناول كميات كبيرة من الطعام قبل النوم.

ولا شك أيضا أنه ينبغي أن تعلم الطفلة أذكار النوم، وتكون حريصة عليها، فهذا - إن شاء الله - يساعدها كثيرا.

تبقى هنالك أسباب أخرى وهي نادرة، ولكن من الواجب بالطبع أن أذكرها لك، ومن هذه الأسباب هو اضطراب الشحنات الكهربائية في داخل المخ، أو ما يسميه البعض بالصرع الليلي، فهذا ربما يظهر في شكل تشنجات بسيطة أو حركة انشداد في الجسد أو صرخة أو يقظة مفاجئة وهكذا.
وهذه الحالة تشخص بالملاحظة والوصف، وتشخص أيضا بإجراء تخطيط للدماغ وإن كان هذا لا يعتبر دقيقا في جميع الحالات، فنسبة دقته في تشخيص الحالات لا تتعدى ستين أو سبعين في المائة.

ولذا أخي الكريم ربما يكون من الاحتياط الصحيح أن يجرى تخطيط دماغ للطفلة، وهذا - إن شاء الله - يجعلكم في جانب الاطمئنان، بجانب ذلك لا شك أن الرقية الشرعية مطلوبة حين تظهر مثل هذه العلل، وبغض النظر عما قد يكون حدث من عين أو سحر أو مس أو غير ذلك؛ فالتشخيص ليس بالمهم في هذه الحالة، أي: ما هو الذي أصاب الطفلة ليس مهما ولا يمكن التأكد من كينونته ودقته، ولكن لا شك أن الرقية الشرعية مطلوبة، وهي إضافة إيجابية جدا، وإن شاء الله تكون سببا لإزالة هذه الحالة من الطفلة.

إذن أخي نحن يجب أن نأخذ بكل الأسباب، وفي نهاية الأمر أنا أعتقد أن هذا الأمر بسيط، وأنا أميل للتشخيص الأول، وهو أنه ربما يكون مجرد نوع من الهرع النومي، وبقية ما ذكرته لك هو من أجل إكمال المعلومة العلمية، ومن أجل الاحتياط.

أسأل الله تعالى أن يحفظها وأن يشفيها وأرجو ألا تنزعج.

وبالله التوفيق.

=================
يمكنك أخي الاطلاع على كيفية الرقية من خلال هاتين الاستشارتين: ((278705 - 110438))

مواد ذات صلة

الاستشارات