ما هو علاج الفزع والرهاب الاجتماعي؟

0 418

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ الصغر من الخجل والرهاب، لكنهما بدرجة عادية يمكن التأقلم معها، وبعد تجربة طلاق مريرة أصبحت أخاف الناس أكثر ولا أستطيع النظر في أعينهم، وأشعر بخوف ورجفة، وتشتت ونسيان وسرعة نبضات القلب، ولا أستطيع الكلام من شدة ضربات القلب، وإذا تكلمت مع أحد أو أمام مجموعة فإنني لا أستطيع التنفس! وأشعر بالرغبة في الهرب من الموقف، وعندما أكون وحدي أشعر أني أريد البكاء فجأة ودون سبب، وأريد التخلص مما أنا فيه.

سجلت لأدرس، وعلى الرغم من أني خريجة جامعية لكن لم أعد أطيق الوحدة والخوف، وفي مواقف كثيرة أبادر بالتكلم مع الناس فأفتح مجالات للنقاش مع الدكاترة بالجامعة، وهذا لم أكن أفعله من قبل، وأتعمد فتح مواضيع جديدة أمام المجموعة للتخلص مما أنا فيه، لكن هناك قوة في داخلي لا تخدمني، فتظهر علي الأعراض السابقة مما يخجلني أمام الناس ويحبطني أكثر، أريد أن أكون طبيعية أكثر، أشعر بالراحة لا أبالغ بطلب السعادة؛ لأني من زمن لم أشعر بها لكن على الأقل أرتاح من الخوف والقلق والتوتر الدائم، والخوف من مواجهة الناس.

أستعمل إدرينال 40 ملجم مرة واحدة، لي شهر إلى الآن عليه لكن لم أشعر سوى براحة مؤقتة ثم تزول، فلو يوجد علاج ممكن يساعدني على التخلص من هذه الأعراض؟ ويمكن شراؤه دون وصفة طبية بالسعودية، وعندي الرغبة بالتخلص مما أنا فيه لكن دائما أفشل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فيظهر من رسالتك أن شخصيتك حساسة منذ الصغر، ولديك الميول للمخاوف وبعد ذلك أتى أمر الطلاق - نسأل الله تعالى أن يصلح أمرك - هذا بالطبع حدث مهم في حياة المرأة ولا يمكننا أن نتجاهله، وكل الذي نقوله لك: (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))[البقرة:216]، فنسأل الله تعالى أن يعوضك عما فقدته.
هذا الوضع – أي وضع الطلاق – أدى إلى فقدان القدرة على التكيف وإلى ظهور هذه الأعراض النفسية والتي تمثلت في نوبات حادة من القلق، تمثل جل هذا القلق في الخوف والرهاب في المواقف الاجتماعية، ومن الواضح أن الأعراض الجسدية والفسيولوجية لديك مرتفعة مما يرفع من درجة اليقظة لديك ويجعلك أكثر استشعارا بالوظائف الجسدية لديك، وهذا يزيد دائما من القلق ومن الخوف ومن التوتر.

أنت -بحمد الله- تقومين بمحاولات إيجابية لعلاج حالتك وهي أنك تبادرين بالتكلم مع الناس وتفتحين مواضيع مختلفة وتقومين بمناقشة الدكاترة في الجامعة، فهذا أمر ممتاز وإيجابي جدا؛ لأن الأصل في علاج القلق والمخاوف هو المواجهة وعدم التجنب والتفكير الإيجابي.

ومهما شعرت بعدم الارتياح فالإصرار على المواجهة وعلى إجراء مثل هذه الحوارات وهذه النقاشات إن شاء الله سوف يصب في مصلحتك وسوف يؤدي إلى انخفاض في القلق والتوتر والخوف في نهاية الأمر، فأرجو الاستمرار على نفس المنوال. وأرجو أن أؤكد لك تماما أن أعراض القلق والتوتر خاصة الأعراض الجسدية دائما تكون هنالك مبالغة في الطريقة التي يستشعر بها الإنسان هذه الأعراض، وأؤكد لك – كما نذكر دائما – أن الآخرين لا يراقبون أو لا يرصدون أو لا يكتشفون الأعراض بنفس المستوى والدرجة التي يظن صاحبها، فهذا أمر يجب أن يكون مطمئنا بالنسبة لك.

أسأل الله تعالى أن يبلغك السعادة، والسعادة دائما تأتي في أن يحسن الإنسان صلته بربه وأن يعمل الإنسان جاهدا لتحسين مقدراته والاستفادة منها والرفع من درجة مهاراته وأن يكون فعالا وأن يكون واثقا بنفسه، وأنت في هذا العمر في مرحلة الطلابية وهذا يعني أنه لديك الإصرار على الإنجاز ولديك الإصرار على إثبات الذات وهذا إن شاء الله دافع إيجابي جدا فعليك الإصرار على نفس الطريق.

بالنسبة للجانب الآخر في العلاج فأنا أعتقد أنك سوف تستفيدين كثيرا من تمارين الاسترخاء، هذه التمارين بسيطة وفعالة لمن يلتزم بها، فيمكنك الاسترشاد بأخصائية نفسية لتمرنك وتدربك على كيفية القيام بهذه التمارين أو يمكنك الاستعانة بأحد الأشرطة أو الكتيبات البسيطة التي توضح كيفية إجراء تمارين الاسترخاء.

أما العلاج الدوائي فأنت تتناولين الإندرال وهو يساعد في تخفيف الأعراض الجسدية ولكنه لا يساعد في تخفيف الأعراض النفسية للقلق والرهاب، وأنت تتناولين جرعة أربعين مليجرام فأرجو أن تقسم هذه الجرعة إلى مرتين في اليوم على الأقل بمعدل عشرين مليجرام في الصباح وعشرين مليجرام عند المغرب مثلا؛ لأنه لا يظل لفترة طويلة في الدم.

هنالك عدة أدوية تفيد كثيرا في حالتك أفضلها ثلاثة أدوية وهي (زيروكسات، وزولفت – أو ما يسمى بـ (لسترال) - وسبراليكس) وأود أن أرشح استعمال الزولفت/لسترال، وأعتقد أنه يمكن الحصول عليه في المملكة العربية السعودية دون وصفة طبية أو يمكن أن يصفه أي طبيب فليس من الضروري أن يكون طبيبا نفسيا.
وجرعة الزولفت/لسترال هي (50 مليجرام) ليلا بعد الأكل لمدة شهر ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى (100 مليجرام) – أي حبتين – في اليوم لمدة ستة أشهر في مثل حالتك، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة لتصبح (50 مليجرام) في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.
جرعة الحبتين في اليوم هي الجرعة العلاجية، وجرعة الحبة في اليوم هي الجرعة الوقائية.
أسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات