أخاف أن يفوتني قطار الزواج أو أقع في معصية

0 309

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا فتاة بلغت الآن من العمر 28 سنة ولم يتقدم لخطبتي لغاية الآن شخص للزواج، وأخاف جدا من الوقوع في المعصية، فأنا وبحمد الله أصلي وملتزمة وأتمنى من الله العلي القدير بأن يرزقني الزوج الصالح الذي يساعدني على الاستزادة في ديني أكثر وأكثر، وأعيش في حياة أسرية تشبه الجحيم.

وهذا ما يجعل رغبتي قوية في الزواج، وعدم الرجوع لأهلي مهما حصل معي في حياتي الزوجية.

فأعينوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رندة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يمن عليك بزوج صالح يكون عونا لك على طاعة الله وأن يجعل ذلك عاجلا غير آجل، كما نسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يعصمك من الفتن والمعاصي ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من الصالحات القانتات.

بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة رندة- فأنت تعلمين -بارك الله فيك- أن الله تبارك وتعالى جعل من أركان الإيمان: الإيمان بالقدر خيره وشره، والقدر معناه أن الله قدر المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير -أختي الكريمة- قضية الأرزاق، فالله تبارك وتعالى قسم الأرزاق قبل أن يخلق الناس جميعا بل قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه الأرزاق -أختي الكريمة- قضية الأزواج، فإن الأزواج رزق والأولاد رزق والأموال رزق والصحة رزق والجمال رزق، كل هذه من أرزاق الله تبارك وتعالى، فمن أرزاق الله تعالى الزواج، فاعلمي -بارك الله فيك- أن الله جل جلاله قد قدر لك رزقا عنده، هذا الرزق يأتيك في الوقت الذي قدره الله تبارك وتعالى، لا يتقدم ولا يتأخر، كما أن الولادة تكون في الوقت الذي أراده الله فلا يخرج المولود من رحم أمه إلا في الوقت الذي أراده الله. كذلك الموت لا يموت الإنسان أبدا في وقت غير الوقت الذي قدره الله وفي المكان الذي حدده الله، ((فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون))[الأعراف:34].

من هذه المقادير قضية الزواج، فأنا أريد أن أطمئنك بأن رزقك معلوم عند الله تبارك وتعالى، وأن رزقك سوف يأتيك - بإذن الله عز وجل – وما دمت الحمد لله مصلية وملتزمة فمعنى ذلك أنك على قدر من العلم الشرعي، هذا القدر أسأل الله أن ينفعك به وأن تعلمي أن هذا سوف يأتي - بإذن الله تعالى – ما دام قد قدره الله عز وجل، وهناك شخص معين أيضا قدره الله لك، فقد يتقدم إليك العشرات ولا تقبلي منهم واحدا وقد يتقدم إليك واحدا فتقبلين عليه إقبالا كبيرا؛ لأنه قسمتك التي قدرها الله لك، ولذلك أرى أن تجتهدي في الطاعة وألا تفكري في المعصية، وأن تحافظي على نفسك محافظة كاملة، واعلمي أن هناك بعض الفتيات المسكينات من تحاول أن تتبرج أو أن تتكسر في مشيتها أو أن تتصنع في كلامها حتى تستميل قلوب الشباب لتتزوج، وهذا عمل فاسد باطل أسأل الله أن يحفظك منه؛ لأنه لن يجعل الفتاة إلا ساقطة في عين من تتعامل معه ولن يفكر رجل في أن يتزوجها مطلقا لأنه يقول إنها سهلة ومن الممكن أن تقع مع أي رجل غيري حتى وإن كانت في عصمتي، فحفاظك على نفسك والتزامك بالأدب الشرعي وحرصك على الضوابط الشرعية في التعامل مع الرجال، ومحافظتك على حجابك الشرعي واعتزازك به، ومحافظتك على صلاتك في أوقاتها، هذه عوامل النجاح الكبرى التي تؤهلك لأن تكوني سيدة فاضلة وزوجة محترمة.

أتمنى أن تكثري من الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح، وليس أكثر من الدعاء، لأنك تعملين في عمل وهذا العمل يدخل إليه قطعا العشرات من الرجال، فلو كان فيهم من نصيب لك لتقدم إليك دون أن تتكلمي، ولكن ما زال نصيبك لم يأت بعد، فعليك - بارك الله فيك – بالالتزام، ولا مانع من حضور بعض الندوات أو المحاضرات الشرعية التي يحضرها النساء في بلادكم لاحتمال أن تراك أم لولد تريد لابنها زوجة صالحة، أو أن تراك أخت لشاب يبحث عن زوجة صالحة، فإن وجدوك في المسجد وسط تجمعات النساء الصالحات فلعل ذلك أن يكون سبيلا من السبل الطيبة المشروعة، وإني لأدعو الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا عاجلا غير آجل، وأن يسترك وبناتي وبنات المسلمين في الدنيا والآخرة بستره الذي لا ينكشف، وأن يحفظنا وإياك من المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات