السؤال
أنا في حيرة، تقدم لي شخص منذ سنة وطلبني للزواج، ولكني شعرت بصدمة كيف يتقدم لي شخص مدخن وستايل وأنا فتاة بسيطة كل ما أملكه وهو شرف لي أني أحفظ القرآن وأتقي الله في كل أحوالي، المهم صليت استخارة قبل أن أجلس مع هذا الشخص وهو زميل لي في العمل، ولكن أعامله بحدود شعرت بارتياح، فطلبت أن يحضر لأني كما قلت أتعامل معه بحدود فجاء ولكن حدثني عن كل شيء بصراحة، من كونه عصبيا وينفعل على والده وما إلى ذلك.
فسمعت هذا الكلام فقررت وأنا جالسة أنه ليس نصيبي، فأنا -والحمد لله- كنت أقبل قدم أمي وأبي رحمهما الله، فكيف أرضى بشخص يتعصب على والده! فرفضته ثاني يوم من تقدمه لي ولكن بعد هذا كله أشعر بالندم، وعندما يتقدم لي أحد أرفضه.
وفي اعتقادي أنه سيتقدم مرة أخرى ولا أدري ماذا سأفعل فأنا واثقة بالله ثقة كبيرة، علما أن الكثيرين يشكرون في هذا الشاب، وصلتي به انقطعت تماما.
ماذا أفعل؟
أرشدوني يا أبي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الواثقة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يزيدك صلاحا وهدى واستقامة، وأن يرزقك زوجا صالحا يكون عونا لك على طاعته وأن يرزقك منه بذرية صالحة مباركة تكون امتدادا لعملكم الصالح في الدنيا والآخرة.
بخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فإني أرى أن الأمر قد انتهى وأنا معك فعلا في قرارك أنه ليس من نصيبك؛ لأن امرأة بهذا المستوى الأخلاقي الذي أكرمك الله به ينبغي أن تعلم فعلا أن العاق لوالديه رجل ملعون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ملعون من عق والديه)، وقال: (لن يدخل الجنة عاق)، فهذا رجل حتى وإن كان فيه من الصفات الحسنة ما فيه إلا أنه عندما صارحك بهذه المعصية فيخشى عليه سوء الخاتمة.
أنصحك - أختي الكريمة - بألا تردي أحدا ممن توافرت فيه الشروط الشرعية؛ لأن هذا خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فإذا جاءك صاحب الدين والخلق ولديه القدرة على إعاشتك حياة طيبة مناسبة معقولة، بمعنى أنه ليس عالة ولا متكففا وإنما لديه القدرة على تأسيس بيت الزوجية وعلى الإنفاق عليه فإن هذا حسن فتوكلي على الله، وابحثي عن دين من يتقدم إليك، واجتهدي في التأكد من أنه ليس مدعيا وليس كذابا ولا غشاشا ولا منافقا، لأنك تعلمين أن الناس يتلونون الآن تلونا عجيبا وغريبا، فإذا علم أحد أنك ترغبين في صاحب الدين قد يطلق لحيته ويقصر ثوبه ويستعمل المسواك ويضرب رأسه لتكون له علامة السجود في حجم جبهته وهو لا يؤمن بالله أصلا، ولذلك إذا ما جاءك أحد فتبيني وتثبتي كما أمر الله تعالى.
أما هذا الشخص فأرى ألا تشعري بالندم على فراقه لأنك تركته لله تعالى، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. وحتى وإن شكر الناس فإن الناس عادة في بلدك يشكرون أي أحد على أي شيء، وفي بلدك – كما تعلمين – المجاملة هي الأصل، وأنا من بلدك أيضا وأعرف أهل بلدي_ فحتى لو سألت الناس عن بعض الكفار لقال: إن أخلاقه ممتازة وإنه من الممكن أن يكون الصاحب!
فإذن لا تلقي بالا لهذا الكلام الذي يذكره عامة الناس وإنما عليك بشرع الله تعالى، فالله تبارك وتعالى ما جعل شرعه إلا ليطبق، والبركة كل البركة والخير كل الخير في اتباع سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فأقول: أنا معك وإن قرارك صائب، وأقول لك: لا تردي أحدا ممن توافرت فيه الشروط وعليك بالاستخارة والسؤال عنه والتأكد، وطالما وأنت من أهل القرآن فأهل القرآن هم أهل الله، واعلمي أن الله لا يضيع أهله، وأسأل الله أن يبارك لك وأن يكرمك وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك زوجا صالحا طيبا مباركا عاجلا غير آجل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق.